responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 505

فقال: هو عليل؛ فعاد إليه فقال الرسول: لا بدّ من أن تجي‌ء؛ فجاء به محمولا في محفّة؛ فحدّثنا ساعة ثم غنّى.

فكان فيما غنّى:

تقول عرسي إذ نبا المضجع‌

ما بالك الليلة لا تهجع‌

فاستحسنّاه منه و استعدناه منه مرارا؛ ثم انصرف و مات في علّته تلك؛ و كان آخر العهد به ذلك المجلس.

روى قصة فتى عاشق غناه هو و عشيقته فبعثت إليه مهرها ليخطبها إلى أبيها:

أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني محمد بن أحمد بن يحيى المكّيّ قال حدّثني أبي عن فليح بن أبي العوراء قال:

كان بالمدينة فتى يعشق ابنة عمّ له، فوعدته أن تزوره. و شكا إليّ أنّها تأتيه و لا شي‌ء عنده، فأعطيته دينارا للنفقة. فلمّا زارته قالت له: من يلهّينا؟ قال: صديق لي، و وصفني لها، و دعاني فأتيته؛ فكان أوّل ما غنّيته:

/

من الخفرات لم تفضح أخاها

و لم ترفع لوالدها شنارا [1]

فقامت إلى ثوبها فلبسته لتنصرف؛ فعلق بها و جهد بها كلّ الجهد في أن تقيم، فلم تقم و انصرفت. فأقبل عليّ يلومني في أن غنّيتها ذلك الصوت. فقلت: و اللّه ما هو شي‌ء اعتمدت به مساءتك، و لكنه شي‌ء اتّفق. قال: فلم نبرح حتى عاد رسولها بعدها و معه صرّة فيها ألف/ دينار و دفعها إلى الفتى و قال له: تقول لك ابنة عمّك: هذا مهري ادفعه إلى أبي، و اخطبني؛ ففعل فتزوّجها.

نسبة هذا الصوت‌

صوت‌

من الخفرات لم تفضح أخاها

و لم ترفع لوالدها شنارا

كأنّ مجامع الأرداف منها

نقا [2] درجت عليه الريح هارا

يعاف وصال ذات البذل قلبي‌

و أتّبع الممنّعة النّوارا [3]

و الشعر لسليك بن السّلكة السّعديّ. و الغناء لابن سريج رمل بالسبّابة في مجرى الوسطى. و فيه لابن الهربذ لحن من رواية بذل، أوّله:

يعاف وصال ذات البذل قلبي‌

و بعده:

غذاها قارص [4] يغدو عليها

و محض حين تنتظر العشارا


[1] الخفرة: الشديدة الحياء. و الشنار: العيب و العار.

[2] النقا (مقصور): الكثيب من الرمل. و هار: سقط و تهدّم.

[3] النوار: المرأة النفور من الريبة و الجمع نور.

[4] القارص: لبن يحذي اللسان أو حامض يحلب عليه حليب كثير حتى تذهب الحموضة. و المحض: اللبن الخالص. و العشار: جمع-

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست