responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 503

سليم؛ فخرج إليهما رسول الرشيد يقول لفليح غناؤك من حلق أبي صدقة [1] أحسن منه من حلقك، فعلّمه إيّاه- قال: و كان يغنّي صوتا يجيده، و هو:

خير ما نشربها [2] بالبكر

- قال: فقال فليح للرسول: قال له: حسبك. قال: فسمعنا ضحكه من وراء السّتارة.

كانت ترفع الستارة بينه و بين المهدي دون سائر المغنين:

أخبرني رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ قال حدّثنا يوسف بن إبراهيم قال حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن المهديّ قال حدّثنا الفضل بن الربيع:

أنّ المهديّ كان يسمع المغنّين جميعا، و يحضرون مجلسه، فيغنّونه من وراء السّتارة لا يرون له وجها إلّا فليح بن أبي العوراء؛ فإنّ عبد اللّه بن مصعب الزّبيريّ كان يروّيه شعره و يغنّي فيه في مدائحه للمهديّ؛ فدسّ في أضعافها بيتين يسأله فيهما أن ينادمه، و سأل فليحا أن يغنّيهما في أضعاف أغانيه، و هما:

صوت [3]

يا أمين الإله في الشّرق و الغر

ب على الخلق و ابن عمّ الرّسول‌

مجلسا بالعشيّ عندك في المي

دان أبغي و الإذن لي في الوصول‌

/ فغنّاه فليح إيّاهما. فقال المهديّ: يا فضل، أجب عبد اللّه إلى ما سأل، و أحضره مجلسي إذا حضره أهلي و مواليّ و جلست لهم، و زده على ذلك أن ترفع بيني و بين راويته فليح السّتارة؛ فكان فليح أوّل مغنّ عاين وجهه في مجلسهم.

دعاه محمد بن سليمان بن علي أوّل دخوله بغداد و وصله:

أخبرني رضوان قال حدّثني يوسف بن إبراهيم قال حدّثني بعد قدومي فسطاط مصر زياد بن أبي الخطّاب كاتب مسرور خادم الرشيد، قال: سمعت محبوب بن الهفتيّ يحدّث أبي، قال:

دعاني محمد بن سليمان بن عليّ، فقال لي: قد قدم فليح من الحجاز و نزل عند مسجد ابن رغبان [4]، فصر إليه، فأعلمه أنّه إن جاءني قبل أن يدخل إلى الرشيد، خلعت عليه خلعة سريّة من ثيابي و وهبت له خمسة آلاف درهم. فمضيت إليه فخبّرته بذلك؛ فأجابني إليه إجابة مسرور به نشيط له. و خرج معي، فعدل إلى حمّام كان بقربه، فدعا القيّم فأعطاه درهمين و سأله أن يجيئه بشي‌ء يأكله و نبيذ يشربه؛ فجاءه برأس كأنه رأس عجل و نبيذ


[1] هو أبو صدقة مسكين بن صدقة أحد مغني عصر الرشيد. ذكر له أبو الفرج ترجمة في (ج 21 طبع أوروبا).

[2] في ء، ط، م: «ما تشربها».

[3] هذه الكلمة ساقطة في ء، ط، م. و مما يرجح سقوطها أن أبا الفرج لم يذكر طريقة الغناء في هذا الشعر.

[4] في ح: «ابن زغبان» بالزاي قبل الغين. و في سائر الأصول: «ابن عتاب» و كلاهما محرّف عن «ابن رغبان». و يقع مسجد ابن رغبان هذا في غربي بغداد و كان مزبلة. قال بعض الدهاقين: مر بي رجل و أنا واقف عند المزبلة التي صارت مسجد ابن رغبان قبل أن تبنى بغداد، فوقف عليها و قال: ليأتين على الناس زمان من طرح في هذا الموضع شيئا فأحسن أحواله أن يحمل ذلك في ثوبه؛ فضحكت تعجبا. فما مرت إلا أيام حتى رأيت مصداق ما قال. (انظر «معجم البلدان» لياقوت ج 4 ص 524 طبع أوروبا).

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست