بسط السفاح على قتلاهم بساطا تغدى عليه و هم يضطربون تحته:
أخبرني عمّي عن
الكرانيّ عن النّضر بن عمرو عن المعيطيّ:
/ أنّ أبا
العباس دعا بالغداء/ حين قتلوا، و أمر ببساط فبسط عليهم، و جلس فوقه يأكل و هم
يضطربون تحته.
فلمّا فرغ من
الأكل قال: ما أعلمني أكلت أكلة قطّ أهنأ و لا أطيب لنفسي منها. فلمّا فرغ قال:
جرّوا بأرجلهم؛ فألقوا في الطريق يلعنهم الناس أمواتا كما لعنوهم أحياء. قال:
فرأيت الكلاب تجرّ بأرجلهم و عليهم سراويلات الوشى حتى أنتنوا؛ ثم حفرت لهم بئر
فألقوا فيها.
أنشد ابن
هرمة داود بن علي شعرا فأوغر صدره على بعض أمويين في مجلسه:
أخبرني عمر بن
عبد اللّه بن جميل العتكيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني محمد بن معن
الغفاريّ عن أبيه قال:
لمّا أقبل داود
بن عليّ من مكة أقبل معه بنو حسن جميعا و حسين بن عليّ بن حسين و عليّ بن عمر [1]
بن عليّ بن حسين و جعفر بن محمد و الأرقط محمد بن عبد اللّه و حسين بن زيد و محمد
بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان و عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد بن العاصي و عروة و
سعيد ابنا خالد بن سعيد بن عمرو بن عثمان، فعمل لداود مجلس بالرّويثة [2]؛ فجلس
عليه هو و الهاشميّون، و جلس الأمويّون تحتهم؛ فأنشده إبراهيم بن هرمة قصيدة يقول
فيها.
/ قال: فنبذ داود نحو ابن عنبسة ضحكة كالكشرة.
فلمّا قام قال عبد اللّه [ابن حسن] [4] لأخيه حسن: أ ما رأيت ضحكته إلى ابن
عنبسة! الحمد للّه الذي صرفها عن أخي [5] (يعني العثمانيّ)، قال: فما هو إلّا أن
قدم [6] المدينة حتّى قتل ابن عنبسة.
استحلف عبد
اللّه بن حسن داود بن علي ألا يقتل أخويه محمدا و القاسم:
قال محمد بن
معن حدّثني محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان قال:
استحلف أخي عبد
اللّه بن حسن داود بن عليّ، و قد حجّ معه سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، بطلاق
امرأته مليكة بنت داود بن حسن ألّا يقتل أخويه محمدا و القاسم ابني عبد اللّه.
قال: فكنت أختلف إليه آمنا و هو يقتل بني أميّة،
[1]
كذا في ط، م، و هو الموافق لما في الطبري (قسم 3 ص 191 طبع أوروبا). و في ء: «على
بن عمرو بن علي بن حسين». و في سائر الأصول: «علي بن محمد بن علي بن حسين»، و هما
تحريف.