هو- فيما
أخبرني به محمد بن الحسن بن دريد عن عمّه عن ابن الكلبيّ في كتاب النسب إجازة، و
أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى عن أبي أيّوب المدينيّ عن ابن عائشة و محمد بن سلّام
و مصعب الزّبيريّ، قال:- طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن
عبد العزّى بن عنزة بن عوف بن قسيّ- و هو ثقيف- بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور
بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.
ثقيف و
الخلاف في نسبه:
قال ابن
الكلبيّ: و من النسّابين من يذكر أنّ ثقيفا هو قسيّ بن منبّه بن النّبيت بن منصور
بن يقدم بن أفصى بن دعميّ بن إياد بن نزار. و يقال: إنّ ثقيفا كان عبدا لأبي رغال،
و كان أصله من قوم نجوا من ثمود، فانتمى بعد ذلك إلى قيس. و روي عن عليّ بن أبي
طالب رضي اللّه تعالى عنه و كرّم وجهه: أنّه مرّ بثقيف، فتغامزوا به؛ فرجع إليهم
فقال لهم: يا عبيد أبي رغال، إنما كان أبوكم عبدا له فهرب منه، فثقفه [1] بعد ذلك،
ثم انتمى إلى قيس.
و قال الحجّاج
في خطبة خطبها بالكوفة: بلغني أنّكم تقولون إنّ ثقيفا من بقيّة ثمود، ويلكم! و هل
نجا [2] من ثمود إلّا خيارهم و من آمن بصالح فبقي معه عليه السّلام! ثم قال: قال
اللّه تعالى: (وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى). فبلغ ذلك الحسن
البصريّ: فتضاحك ثم قال: حكم لكع لنفسه، إنما قال عزّ و جلّ: (فَما أَبْقى) أي لم يبقهم
بل أهلكهم.
فرفع ذلك إلى
الحجّاج فطلبه، فتوارى عنه حتى هلك الحجّاج. و هذا كان سبب تواريه منه. ذكر ابن
الكلبيّ أنّه بلغه عن الحسن.
/ و كان حمّاد
الراوية يذكر أنّ أبا رغال أبو ثقيف كلّها، و أنّه من بقيّة ثمود، و أنّه كان ملكا
بالطائف، فكان يظلم رعيّته. فمرّ بامرأة ترضع صبيّا يتيما بلبن عنز لها، فأخذها
منها، و كانت سنة مجدبة؛ فبقي الصبيّ بلا مرضعة [3] فمات، فرماه اللّه بقارعة
فأهلكه، فرجمت العرب قبره، و هو بين مكة و الطائف. و قيل: بل كان قائد الفيل و
دليل الحبشة لمّا غزوا الكعبة، فهلك فيمن هلك منهم، فدفن بين مكة و الطائف؛ فمرّ
النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم بقبره، فأمر برجمه فرجم؛ فكان ذلك سنّة.
[3] المرضع:
المرأة لها ولد ترضعه، و لا تلحقها التاء اكتفاء بتأنيثها في المعنى؛ لأنها خاصة
بالإناث كما في طالق. فإذا ألقمت الصبيّ ثديها فهي مرضعة (بالهاء). قال أبو زيد في
قوله تعالى: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) هي التي
ترضع و ثديها في في ولدها.