الغناء للدّلال خفيف ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها من رواية حمّاد عن
أبيه، و ذكر يحيى المكيّ أنه لابن سريج.
غنى نائلة
بنت عمار الكلبي فأجازته:
أخبرني الحسين
[1] بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن أبي قبيصة قال:
/ جاء الدّلال
يوما إلى منزل نائلة بنت عمّار الكلبيّ، و كانت عند معاوية فطلّقها، فقرع الباب
فلم يفتح له؛ فغنّى في شعر مجنون بني عامر و نقر [2] بدفّه:
خليليّ لا و اللّه ما أملك البكا
إذا علم من أرض ليلى بدا ليا
خليليّ إن بانوا بليلى فهيّئا
لي النّعش و الأكفان و استغفرا ليا
فخرج حشمها
فزجروه و قالوا: تنحّ عن الباب. و سمعت الجلبة فقالت: ما هذه الضّجّة بالباب؟
فقالوا:
الدّلال.
فقالت: ائذنوا له. فلمّا دخل عليها شقّ ثيابه و طرح التراب على رأسه و صاح بويله و
حربه؛ فقالت له:
الويل ويلك! ما
دهاك؟ و ما أمرك؟ قال: ضربني حشمك. قالت: و لم؟ قال: غنّيت صوتا أريد أن أسمعك
إيّاه لأدخل إليك؛ فقالت: أفّ لهم و تفّ! نحن نبلغ لك ما تحبّ و نحسن تأديبهم. يا
جارية هاتي ثيابا مقطوعة. فلمّا طرحت عليه جلس. فقالت: ما حاجتك؟ قال: لا أسألك
حاجة حتّى أغنّيك. قالت: فذاك إليك؛ فاندفع يغنّي شعر جميل:
ثم جلس فقال:
هل من طعام؟ قالت: عليّ بالمائدة؛ فأتي بها كأنها كانت مهيّأة عليها أنواع
الأطعمة، فأكل، ثم قال: هل من شراب؟ قالت: أمّا نبيذ فلا، و لكن غيره. فأتي بأنواع
الأشربة، فشرب من جميعها. ثم قال: هل من فاكهة؟ فأتي بأنواع الفواكه فتفكّه، ثم
قال: حاجتي خمسة آلاف درهم، و خمس/ حلل من حلل معاوية، و خمس حلل من حلل حبيب بن
مسلمة، و خمس حلل من حلل النّعمان بن بشير. فقالت: و ما أردت بهذا؟ قال:
هو ذاك، و
اللّه ما أرضى ببعض دون بعض، فإمّا الحاجة و إما الردّ. فدعت له بما سأل، فقبضه و
قام. فلمّا توسّط الدار غنّى و نقر بدفّه: