responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 429

لما ولي يزيد بعث إليه فأكرمه فمدحه:

أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه الزّهريّ قال حدّثني عمر بن موسى بن عبد العزيز قال:

لمّا ولي يزيد بن عبد الملك بعث إلى الأحوص، فأقدم عليه، فأكرمه و أجازه بثلاثين ألف/ درهم. فلمّا قدم قباء صبّ المال على نطع و دعا جماعة من قومه، و قال: إنّي قد عملت لكم طعاما. فلمّا دخلوا عليه كشف لهم عن ذلك المال، و قال: (أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ).

قال الزّبير: و قال في يزيد بن عبد الملك يمدحه حينئذ بهذه القصيدة:

صرمت حبلك الغداة نوار

إنّ صرما لكلّ حبل قصار [1]

و هي طويلة، يقول فيها:

من يكن سائلا فإنّ يزيدا

ملك من عطائه الإكثار

عمّ معروفه فعزّ به الدّي

ن و ذلّت لملكه الكفّار

و أقام الصّراط فابتهج [2] ال

حقّ منيرا كما أنار النّهار

و من هذه القصيدة بيتان يغنّى فيهما، و هما:

صوت‌

بشر لو يدبّ ذرّ عليه‌

كان فيه من مشيه آثار

إنّ أروى إذا تذكّر أروى‌

قلبه كاد قلبه يستطار

/ غنّت فيه عريب لحنا من الثقيل الأوّل بالبنصر، و ذكر ابن المكّي أنه لجدّه يحيى.

بعث يزيد إليه و إلى ابن حزم فأراد أن يكيد عنده لابن حزم فلم يقبل منه و أهانه:

أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي مصعب عن مصعب بن عثمان قال:

حجّ يزيد بن عبد الملك فتزوّج بنت عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه و أصدقها مالا كثيرا؛ فكتب الوليد بن عبد الملك إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: إنّه بلغ أمير المؤمنين أنّ يزيد بن عبد الملك قد تزوّج بنت عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب و أصدقها مالا كثيرا، و لا أراه فعل ذلك إلّا و هو يراها خيرا منه، قبّح اللّه رأيه! فإذا جاءك كتابي هذا فادع عونا فاقبض المال منه؛ فإن لم يدفعه إليك فأضربه بالسّياط حتى تستوفيه منه ثم افسخ نكاحه. فأرسل أبو بكر بن محمد بن عمرو إلى عون بن محمد و طالبه بالمال. فقال له: ليس عندي شي‌ء و قد فرّقته. فقال له أبو بكر: إنّ أمير المؤمنين أمرني إن لم تدفعه إليّ كلّه أن أضربك بالسّياط ثم لا أرفعها عنك حتى أستوفيه منك. فصاح به يزيد: تعال إليّ، فجاءه؛ فقال له فيما بينه و بينه: كأنّك خشيت أن أسلمك إليه، ادفع إليه المال و لا تعرّض له نفسك؛ فإنّه إنّ دفعه إليّ رددته عليك، و إن لم يردّه عليّ أخلفته عليك، ففعل. فلمّا


[1] القصار: الغاية.

[2] في ح، م: «فانتهج» بالنون بدل الباء. و على هذه الرواية يكون الفعل مبنيا للمفعول.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست