responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 327

مات شيخ لنا ببغداد، فلمّا دفنّاه أقبل الناس على أخيه يعزّونه، فجاء أبو العتاهية إليه و به جزع شديد، فعزّاه ثم أنشده:

لا تأمن الدّهر و البس‌

لكلّ حين لباسا

ليدفنّنا أناس‌

كما دفنّا أناسا

/ قال: فانصرف الناس، و ما حفظوا غير قول أبي العتاهية.

أرسل لخزيمة من شعره في الزهد فغضب و ذمه:

نسخت من كتاب هارون بن عليّ: حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني حبيب بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه:

قال: كنت في مجلس خزيمة [1]، فجرى حديث ما يسفك من الدماء، فقال: و اللّه ما لنا عند اللّه عذر و لا حجّة إلّا رجاء عفوه و مغفرته. و لو لا عزّ السلطان و كراهة الذلّة، و أن أصير بعد الرئاسة سوقة و تابعا بعد ما كنت متبوعا، ما كان في الأرض أزهد و لا أعبد منّي؛ فإذا هو بالحاجب قد دخل عليه برقعة من أبي العتاهية فيها مكتوب:

أراك امرأ ترجو من اللّه عفوه‌

و أنت على ما لا يحبّ مقيم‌

تدلّ على التقوى و أنت مقصّر

أيا من يداوي الناس و هو سقيم‌

و إنّ امرأ لم يلهه اليوم عن غد

تخوّف ما يأتي به لحكيم‌

و إنّ امرأ لم يجعل البرّ كنزه‌

و إن كانت الدنيا له لعديم‌

/ فغضب خزيمة و قال: و اللّه ما المعروف عند هذا المعتوه الملحف من كنوز البرّ فيرغب فيه حرّ. فقيل له:

و كيف ذاك؟ فقال: لأنّه من الذين يكنزون الذهب و الفضّة و لا ينفقونها في سبيل اللّه.

مدح يزيد بن مزيد فوصله:

و نسخت من كتابه: عن عليّ بن مهديّ قال حدّثني الحسين بن أبي السّريّ قال قال لي الفضل بن العبّاس:

قال لي أبو العتاهية: دخلت على يزيد بن مزيد، فأنشدته قصيدتي التي أقول فيها:

و ما ذاك إلّا أنّني واثق بما

لديك و أنّي عالم بوفائكا

كأنّك في صدري إذا جئت زائرا

تقدّر فيه حاجتي بابتدائكا

و إنّ أمير المؤمنين و غيره‌

ليعلم في الهيجاء فضل غنائكا

كأنّك عند الكرّ في الحرب إنّما

تفرّ من السّلم الذي من ورائكا

فما آفة الأملاك غيرك في الوغى‌

و لا آفة الأموال غير حبائكا

قال: فأعطاني عشرة آلاف درهم، و دابة بسرجها و لجامها ..


[1] هو خزيمة بن خازم أحد قوّاد الرشيد.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست