فلمّا قرأ
الأبيات قال: سبحان اللّه! أ تهجرني لمنعي إيّاك شيئا تعلم أنّي ما ابتذلت نفسي له
قطّ، و تنسى مودّتي و أخوّتي، و من دون ما بيني و بينك ما أوجب عليك أن تعذرني!
فكتب إليه:
فلمّا أصبح
صالح غدا بالأبيات على الفضل بن يحيى و حدّثه بالحديث؛ فقال له: لا و اللّه ما على
الأرض أبغض إليّ من إسداء عارفة إلى أبي العتاهية؛ لأنه ممن ليس/ يظهر عليه أثر
صنيعة، و قد قضيت حاجته لك؛ فرجع و أرسلني إليه بقضاء حاجته [3]. فقال أبو
العتاهية:
جزى اللّه عنّي صالحا بوفائه
و أضعف أضعافا له في جزائه
بلوت رجالا بعده في إخائهم
فما ازددت إلّا رغبة في إخائه
صديق إذا ما جئت أبغيه حاجة
رجعت بما أبغي و وجهي بمائه
أخبرني
الصّوليّ قال حدّثني محمد بن موسى قال حدّثني أحمد بن حرب قال:
أنشدني محمد بن
أبي العتاهية لأبيه يعاتب صالحا هذا في تأخيره قضاء حاجته: