responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 318

فالتفت إليه فقلت له: أنت أبو العتاهية؟ فقال: لا، أنا أبو إسحاق. فقلت له: أنشدني شيئا من شعرك؛ فقال لي:

ما أحمقك! نحن على سفر و على شفير قبر، و في أيام العشر، و ببلدكم هذا تستنشدني الشعر! ثم أدبر عنّي ثم عاد إليّ فقال: و أخرى أزيدكها، لا و اللّه ما رأيت في بني آدم قطّ أسمج منك وجها! قال النوفليّ في خبره: و صدق أبو العتاهية، كان مساور هذا مقبّحا طويل الوجه كأنّه ينظر في سيف.

حجبه حاجب يحيى بن خاقان فقال شعرا فاسترضاه فأبى:

أخبرني عمّي الحسن بن محمد و جحظة قالا حدّثنا ميمون بن هارون قال:

قدم أبو العتاهية يوما منزل يحيى بن خاقان، فلمّا قام بادر له الحاجب فانصرف. و أتاه يوما آخر فصادفه حين نزل، فسلّم عليه و دخل إلى منزله و لم يأذن له؛ فأخذ قرطاسا و كتب إليه:

أراك تراع حين ترى خيالي‌

فما هذا يروعك من خيالي‌

لعلّك خائف منّي سؤال‌

ألا فلك الأمان من السؤال‌

كفيتك إنّ حالك لم تمل بي‌

لأطلب مثلها بدلا بحالي‌

و إنّ اليسر مثل العسر عندي‌

بأيّهما منيت فلا أبالي‌

فلمّا قرأ الرّقعة أمر الحاجب بإدخاله إليه، فطلبه فأبى أن يرجع معه، و لم يلتقيا بعد ذلك.

كان بينه و بين أبي الشمقمق شرّ:

أخبرني عبد اللّه بن محمد الرّازيّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث قال حدّثنا المدائنيّ قال:

/ اجتمع أبو نواس و أبو الشّمقمق في بيت ابن أذين، و كان بين أبي العتاهية و بين أبي الشّمقمق شرّ، فخبّئوه من أبي العتاهية في بيت. و دخل أبو العتاهية فنظر إلى غلام عندهم فيه تأنيث [1]، فظنّ أنّه جارية، فقال لابن أذين: متى استطرفت [2] هذه الجارية؟ فقال: قريبا يا أبا إسحاق، فقال: قل فيها ما حضر؛ فمدّ أبو العتاهية يده إليه و قال:

مددت كفّي نحوكم سائلا

ما ذا تردّون على السائل‌

فلم يلبث أبو الشمقمق حتى ناداه من البيت:

نردّ في كفّك ذا فيشة

يشفي جوى في استك من داخل‌

فقال أبو العتاهية: شمقمق و اللّه! و قام مغضبا.

استنشد ابن أبي أمية شعره و مدحه:

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثنا عليّ بن محمد النّوفليّ قال حدّثني سليمان بن عبّاد قال حدّثنا سليمان بن مناذر قال:

كنّا عند جعفر بن يحيى و أبو العتاهية حاضر في وسط المجلس؛ فقال أبو العتاهية لجعفر: جعلني اللّه فداك!


[1] فيه تأنيث: فيه لين و تخنّث.

[2] استطرفت: استحدثت. و في الأصول: «متى استظرفتها» بالمعجمة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست