غضب الرشيد على جارية له فحلف ألّا يدخل إليها أيّاما، ثم ندم فقال:
صدّ عنّي إذ رآني مفتتن
و أطال الصّدّ لما أن فطن
كان مملوكي فأضحى مالكي
إنّ هذا من أعاجيب الزّمن
و قال لجعفر بن
يحيى: اطلب لي من يزيد على هذين البيتين. فقال له: ليس غير أبي العتاهية. فبعث
إليه فأجاب بالجواب المذكور، فأمر بإطلاقه و صلته. فقال: الآن طاب القول؛ ثم قال:
فقال: أحسنت و
اللّه و أصبت ما في نفسي! و أضعف صلته.
شعره في ذم
الناس:
نسخت من كتاب
هارون بن عليّ بن يحيى: قال حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني الهيثم بن عثمان قال
حدّثني شبيب بن منصور قال:
/ كنت في
الموقف واقفا على باب الرشيد، فإذا رجل بشع الهيئة على بغل قد جاء فوقف، و جعل
الناس يسلّمون عليه و يسائلونه و يضاحكونه، ثم وقف في الموقف، فأقبل الناس يشكون
أحوالهم: فواحد يقول: كنت منقطعا إلى فلان فلم يصنع بي خيرا، و يقول آخر: أمّلت
فلانا فخاب أملي و فعل بي، و يشكو آخر من حاله؛ فقال الرجل:
فتّشت ذي الدنيا فليس بها
أحد أراه لآخر حامد
حتّى كأنّ الناس كلّهم
قد أفرغوا في قالب واحد
فسألت عنه
فقيل: هو أبو العتاهية.
هجا سلما
الخاسر بالحرص:
حدّثني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني أحمد بن خلّاد عن أبيه عن عبد اللّه بن
الحسن قال:
أنشد المأمون
بيت أبي العتاهية يخاطب سلما الخاسر:
تعالى اللّه يا سلّم بن عمرو
أذلّ الحرص أعناق الرجال
فقال المأمون:
إنّ الحرص لمفسد للدّين و المروءة، و اللّه ما عرفت من رجل قطّ حرصا و لا/ شرها
فرأيت فيه مصطنعا. فبلغ ذلك سلما فقال: ويلي على المخنّث الجرّار الزنديق! جمع
الأموال و كنزها و عبّأ البدور [2] في بيته ثم تزهّد مراءاة و نفاقا، فأخذ يهتف بي
إذا تصدّيت للطلب.