responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 305

ابن الفاعلة! أتعرّض بي في مثل ذلك الموضع! و حبسه في داره. فدسّ أبو العتاهية إلى زبيدة بنت جعفر، و كانت توجب [1] له [حفّه‌] [2]، هذه الأبيات:

حتّى متى ذو التّيه في تيهه‌

أصلحه اللّه و عافاه‌

يتيه أهل التّيه من جهلهم‌

و هم يموتون و إن تاهوا

من طلب العزّ ليبقى به‌

فإنّ عزّ المرء تقواه‌

لم يعتصم باللّه من خلقه‌

من ليس يرجوه و يخشاه‌

و كتب إليها بحالة و ضيق حبسه، و كانت مائلة إليه، فرثت [3] له و أخبرت الرشيد بأمره و كلّمته فيه؛ فأحضره و كساه و وصله، و لم يرض عن القاسم حتى برّ أبا العتاهية و أدناه و اعتذر إليه.

مدح الرشيد و الفضل فأجازاه:

و نسخت من كتاب هارون بن عليّ: قال حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني محمد بن سهل عن خالد بن أبي الأزهر قال:

بعث الرشيد بالحرشيّ [4] إلى ناحية الموصل، فجبى له منها مالا عظيما من بقايا الخراج، فوافى به باب الرشيد، فأمر بصرف المال أجمع إلى بعض جواريه، فاستعظم الناس ذلك و تحدّثوا به؛ فرأيت أبا العتاهية و قد أخذه شبه الجنون، فقلت له: مالك ويحك؟! فقال لي: سبحان اللّه! أ يدفع هذا المال الجليل إلى امرأة، و لا تتعلّق كفّي بشي‌ء منه! ثم دخل إلى الرشيد بعد أيّام فأنشده:

اللّه هوّن عندك الدن

يا و بغّضها إليكا

فأبيت إلّا أن تص

غّر كلّ شي‌ء في يديكا

ما هانت الدّنيا على‌

أحدكما هانت عليكا

فقال له الفضل بن الربيع: يا أمير المؤمنين، ما مدحت الخلفاء بأصدق من هذا المدح. فقال: يا فضل، أعطه عشرين ألف درهم. فغدا أبو العتاهية على الفضل فأنشده:

إذا ما كنت متّخذا خليلا

فمثل الفضل فاتّخذ الخليلا

يرى الشّكر القليل له عظيما

و يعطي من مواهبه الجزيلا/

أراني حيثما يمّمت طرفي‌

وجدت على مكارمه دليلا

فقال له الفضل: و اللّه لو لا أنّ أساوي أمير المؤمنين لأعطيتك مثلها، و لكن سأوصلها إليك في دفعات، ثم أعطاه ما أمر له به الرشيد، و زاد له خمسة آلاف درهم من عنده.


[1] كذا في ح و هو المناسب؛ يقال: أوجب لفلان حقه إذا راعاه، و في سائر النسخ: «توجه له» و ليس لها معنى.

[2] زيادة يقتضيها السياق.

[3] كذا في ب، س. و في سائر النسخ: «فرثت له».

[4] في الأصول: «المجرشي». و لم نجد هذا الاسم. و لعله محرف عما أثبتناه، و هو سعيد الحرشي الذي كان معاصرا للرشيد و كان يقوم له بأعمال هامة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست