فأنشدها الفضل
بن الربيع الرشيد؛ فأمر بإحضار أبي العتاهية، فما زال يسامره و يحدّثه إلى أن برئ
[2]، و وصل إليه بذلك السبب مال جليل.
إعجاب ابن
الأعرابيّ به و إفحامه من تنقص شعره:
قال: و حدّثت
أنّ ابن الأعرابيّ حدّث بهذا الحديث؛ فقال له رجل بالمجلس: ما هذا الشعر بمستحق
لما قلت. قال: و لم؟ قال: لأنه شعر ضعيف. فقال ابن الأعرابيّ- و كان أحدّ الناس-:
الضعيف و اللّه عقلك لا شعر أبي العتاهية، أ لأبي العتاهية تقول: إنّه ضعيف الشعر!
فو اللّه ما رأيت شاعرا قطّ أطبع و لا أقدر/ على بيت منه، و ما أحسب مذهبه إلا
ضربا من السحر، ثم أنشد له:
ثم قال للرجل:
هل تعرف أحدا يحسن أن يقول مثل هذا الشّعر؟ فقال له الرجل: يا أبا عبد اللّه،
جعلني اللّه فداءك! إني لم أردد عليك ما قلت، و لكنّ الزهد مذهب أبي العتاهية، و
شعره في المديح ليس كشعره في الزّهد.
فقال: أ فليس
الذي يقول في المديح:
[1]
كذا في جميع النسخ و «الديوان»، و هي رواية جيدة و فيها المطابقة بين العدم و
الغنى. و مع هذا فمن المحتمل أن يكون «يستسقي»؛ قال أبو طالب:
و أبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
[2] أهل العالية يقولون: برأت من المرض أبرأ
برءا و بروءا. و أهل الحجاز يقولون: برأت من المرض برءا بالفتح. و سائر العرب
يقولون: برئت من المرض. و برؤ برءا من باب قرب لغة. (انظر «اللسان» مادة برأ و
«المصباح المنير»).