قال أبو عمرو:
و لمّا احتضر ذو الإصبع دعا ابنه أسيدا [11] فقال له: يا بنيّ، إن أباك قد فني و
هو حيّ و عاش حتّى سئم العيش، و إنّي موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته،
فاحفظ عنّي: ألن جانبك لقومك يحبّوك، و تواضع لهم يرفعوك،/ و ابسط لهم وجهك
يطيعوك، و لا تستأثر عليهم بشيء يسوّدوك؛ و أكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك
كبارهم و يكبر على مودّتك صغارهم، و اسمح بمالك، و احم حريمك، و أعزز جارك، و أعن
من استعان بك، و أكرم ضيفك، و أسرع النّهضة [12] في الصّريخ، فإن لك أجلا لا
يعدوك، و صن وجهك عن مسألة أحد شيئا، فبذلك يتم سوددك؛ ثم أنشأ يقول:
[1]
النكس: الرجل الضعيف الذي لا خير فيه. و الورع: الضعيف لا غناء عنده.
[10] ظعنا:
جمع ظعينة و هي الزوجة، يقال: هي ظعينة فلان أي زوجته، و هؤلاء ظواعنه أي نساؤه، و
سميت الزوجة ظعينة لأن الرجل يظعن بها.
[11] سمي
بأسيد كزبير و بأسيد كأمير، و لم نعثر على نص خاص في هذا الاسم.
[12] استعمل
ابن جني أسرع متعديا فقال: «و يسرع قبول ما يسمعه» قال صاحب «اللسان»: فهذا إما أن
يكون يتعدى بحرف و بغير حرف، و إما أن يكون أراد إلى قبول فحذف و أوصل.