responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 69

إن تزعما أنّني كبرت فلم‌

ألف ثقيلا نكسا و لا ورعا [1]

إمّا تري شكّتي [2] رميح أبي‌

سعد فقد أحمل السّلاح معا

/ أبو سعد: ابنه، و رميح: عصا كانت لابنه يلعب بها مع الصّبيان يطاعنهم بها كالرّمح، فصار يتوكّأ هو عليها و يقوده ابنه هذا بها [3].

السّيف و الرّمح و الكنانة قد

أكملت فيها معابلا [4] صنعا [5]

و المهر صافي الأديم أصنعه [6]

يطير عنه عفاؤه قزعا [7]

أقصر من قيده و أردعه‌

حتّى إذا السّرب ريع أو فزعا

كان أمام الجياد يقدمها

يهزّ لدنا و جؤجؤا تلعا [8]

فغامس [9] الموت أو حمى ظعنا [10]

أو ردّ نهبا لأيّ ذاك سعى‌

وصيته لابنه عند موته:

قال أبو عمرو: و لمّا احتضر ذو الإصبع دعا ابنه أسيدا [11] فقال له: يا بنيّ، إن أباك قد فني و هو حيّ و عاش حتّى سئم العيش، و إنّي موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته، فاحفظ عنّي: ألن جانبك لقومك يحبّوك، و تواضع لهم يرفعوك،/ و ابسط لهم وجهك يطيعوك، و لا تستأثر عليهم بشي‌ء يسوّدوك؛ و أكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم و يكبر على مودّتك صغارهم، و اسمح بمالك، و احم حريمك، و أعزز جارك، و أعن من استعان بك، و أكرم ضيفك، و أسرع النّهضة [12] في الصّريخ، فإن لك أجلا لا يعدوك، و صن وجهك عن مسألة أحد شيئا، فبذلك يتم سوددك؛ ثم أنشأ يقول:


[1] النكس: الرجل الضعيف الذي لا خير فيه. و الورع: الضعيف لا غناء عنده.

[2] الشكة: السلاح.

[3] في «لسان العرب» مادة رمح: «و أخذ الشيخ رميح أبي سعد: اتكأ على العصا من كبره، و أبو سعد أحد وفد عاد، و قيل هو لقمان الحكيم، قال:

إما تري شكّتي رميح أبي‌

سعد فقد أحمل السلاح معا

و قيل: «أبو سعد كنية الكبر». و في «القاموس» مادة رمح مثل هذا الذي ذكره صاحب «اللسان» في تفسير «رميح أبي سعد». و لم يرد فيهما شي‌ء مما ذكره أبو الفرج.

[4] كذا في أكثر الأصول. و المعابل: جمع معبلة و هي نصل عريض طويل. و في ب، س، ح: «مقابلا» و هو تحريف.

[5] صنعا: جمع صنيع و هو المجرّب المجلوّ، يقال: سيف صنيع و سهم صنيع أي مجرب مجلوّ.

[6] أصنعه: أحسن القيام عليه، يقال: صنعت فرسي صنعا و صنعة أي أحسنت القيام عليه.

[7] العفاء: الشعر الطويل. و القزع: القطع المتفرقة، و كل شي‌ء يكون قطعا متفرقة فهو قزع.

[8] اللدن: اللبن من كل شي‌ء، و لعل المراد منه هنا الكفل. و الجؤجؤ: الصدر. و تلع: منبسط.

[9] غامس الموت: ورده.

[10] ظعنا: جمع ظعينة و هي الزوجة، يقال: هي ظعينة فلان أي زوجته، و هؤلاء ظواعنه أي نساؤه، و سميت الزوجة ظعينة لأن الرجل يظعن بها.

[11] سمي بأسيد كزبير و بأسيد كأمير، و لم نعثر على نص خاص في هذا الاسم.

[12] استعمل ابن جني أسرع متعديا فقال: «و يسرع قبول ما يسمعه» قال صاحب «اللسان»: فهذا إما أن يكون يتعدى بحرف و بغير حرف، و إما أن يكون أراد إلى قبول فحذف و أوصل.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست