تقاوم هلال بن
أسعر المازنيّ، و هو أحد بني رزام بن مازن، و نهيس [1] الجلّانيّ من عنزة و هما
يسقيان إبلهما، فخذف [2] هلال نهيسا بمحور في يده فأصابه فمات، فاستعدى ولده بلال
[3] بن أبي بردة على هلال فحبسه فأسلمه قومه بنو رزام و عمل في أمره ديسم بن
المنهال [4] أحد بني كابية بن حرقوص فافتكّه بثلاث ديات، فقال هلال يمدحه:
أخبرني أحمد بن
عبيد اللّه بن عمّار و أحمد بن عبد العزيز الجوهري قالا [6] حدّثنا إسماعيل بن
إسحاق القاضي قال حدّثني نصر بن عليّ الجهضميّ قال حدّثنا الأصمعيّ، و أخبرني أبو
عبيد [7] محمد بن أحمد بن المؤمّل الصّيرفيّ قال حدّثنا فضل بن الحسن قال حدّثنا
نصر بن عليّ عن الأصمعيّ قال حدّثنا المعتمر بن سليمان قال:
قلت لهلال بن
أسعر: ما أكلة أكلتها بلغتني عنك؟ قال: جعت مرّة و معي بعيري فنحرته و أكلته إلا
ما حملت منه على ظهري، قال أبو عبيد في حديثه عن فضل [8]: ثم أردت امرأتي فلم أقدر
على جماعها؛ فقالت لي:
ويحك! كيف تصل
إليّ و بيني و بينك بعير! قال المعتمر: فقلت له: كم تكفيك هذه الأكلة؟ قال: أربعة
أيام.
و حدّثني به
ابن عمّار [9] قال حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني أحمد بن معاوية عن
الأصمعيّ عن معتمر بن سليمان عن أبيه قال: قلت لهلال بن الأسعر- هكذا قال ابن أبي
سعد: معتمر عن أبيه و قال في خبره: فقلت له؛ كم تكفيك هذه الأكلة؟ فقال: خمسا.
/ أخبرني أحمد
بن عبد العزيز قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدّثنا نصر بن عليّ قال
حدّثني الأصمعيّ قال حدّثني شيخ من بني مازن قال:
[1]
كذا في ط، ء. و في سائر النسخ: «بهيس» و لم نعثر على أنه سمي به و إنما سمي ببيهس
بتقديم الياء على الهاء.
[2] خذف
بالحصاة و النواة و نحوهما: رمى بها من بين سبابتيه أو بمخذفة من خشب. و لعل
المحرر كان في يد هلال لقوّته أشبه بالنواة، أو لعلها «فحذف» بالحاء المهملة.
[9] كذا في
أكثر النسخ. و في ب، س: «و حدّثني به ابن عمار قال قال المعتمد حدّثني عبد اللّه
بن أبي سعد إلخ». و الظاهر أن ما جاء في هاتين النسختين من زيادة قوله: قال
المعتمد غير صحيح لأن أحمد بن عمار يروي عن عبد اللّه بن أبي سعد مباشرة كما
سيجيء بعد أسطر، على أنا لم تجد في رواة «الأغاني» من اسمه المعتمد.