responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 42

في خلقه بم أقبض منه، فما وجدت في خلقه شيئا أصغر من رأسه، فوضعت إبهاميّ في صدغيه [1] و أصابعي الأخر في أصل أذنيه، ثم غمزته غمزة صاح منها: قتلتني! قتلتني! فقال الأمير: اغمس رأس العبد في التراب؛ قال فقلت له: ذلك لك عليّ؛ قال: فغمست و اللّه رأسه في التراب و وقع شبيها بالمغشيّ عليه، فضحك الأمير حتى استلقى و أمر لي بجائزة [2] و كسوة و انصرفت.

قتل رجلا من بني جلان استجار بمعاذ فقبض عليه للثأر منه، ثم فر إلى اليمن و شعره في ذلك:

قال أبو الفرج: و لهلال أحاديث كثيرة من أعاجيب شدّته. و قد ذكره حاجب بن ذبيان [3] فقال لقوم من بني رباب من بني حنيفة في شي‌ء كان بينهم فيه أربع ضربات بالسيف، فقال حاجب:

و قائلة و باكية بشجو

لبئس السيف سيف بني رباب‌

و لو لاقى هلال بني رزام‌

لعجّله إلى يوم الحساب‌

و كان هلال بن الأسعر ضربه رجل من بني عنزة ثم من بني جلّان يقال له عبيد بن جريّ [4] في شي‌ء كان بينهما، فشجّه و خمشه [5] خماشة، فأتى هلال بني جلّان فقال: إن صاحبكم قد فعل بي ما ترون فخذوا لي بحقّي، فأوعدوه و زجروه [6]؛ فخرج من عندهم و هو يقول: عسى أن يكون لهذا جزاء حتى أتى بلاد قومه؛ فمضى/ لذلك زمن طويل حتى درس ذكره؛ ثم إن عبيد بن جريّ قدم الوقبي- و هو موضع من بلاد بني مالك- فلما قدمها ذكر هلالا و ما كان بينه و بينه فتخوّفه؛ فسأل عن أعزّ أهل الماء، فقيل له: معاذ بن جعدة بن ثابت بن زرارة بن ربيعة بن سيّار بن رزام بن مازن؛ فأتاه فوجده غائبا عن الماء، فعقد عبيد بن جريّ طرف ثيابه إلى جانب طنب بيت معاذ- و كانت العرب إذا فعلت ذلك وجب على المعقود بطنب بيته للمستجير به أن يجيره و أن يطلب له بظلامته- و كان يوم فعل ذلك غائبا عن الماء، فقيل: رجل استجار بآل معاذ بن جعدة. ثم خرج عبيد بن جريّ ليستقي، فوافق قدوم هلال بإبله يوم وروده، و كان إنما يقدمها في الأيام، فلما نظر هلال إلى ابن جريّ ذكر ما كان بينه و بينه، و لم يعلم باستجارته بمعاذ بن جعدة، فطلب شيئا يضربه به فلم يجده، فانتزع المحور [7] من السّانية فعلاه به ضربة على رأسه فصرع و وقيذا [8 و قيل: قتل هلال بن الأسعر جار معاذ بن جعدة! فلما سمع ذلك هلال تخوّف بني جعدة الرّزاميّين، و هم بنو عمه، فأتى راحلته ليركبها. قال [9] هلال: فأتتني خولة بنت يزيد [10] بن ثابت أخي بني‌


[1] كذا في ط، ء. و في ب، س، ح: «فوضعت إبهامي في صدغه و أصابعي الأخر في أصل أذنه الأخرى». و في أ، م: «في أصل أذنه» بدون الأخرى.

[2] كذا في أغلب النسخ. و في ب، س: «بجائزة وصلة و كسوة». و في ح: «بجائزة و صلة و كسوة و مئزرة ثم انحدرت إلخ».

[3] كذا في ء و هامش ط، و هكذا ورد في «تاريخ ابن جرير الطبري» في حوادث سنة 10 طبع أوروبا. و في ح: «صاحب بن ذبيان» و في باقي الأصول «حاجب بن دينار».

[4] كذا في أكثر النسخ. و في ط، ح: «حرى» بالحاء المهملة.

[5] الخمش: الخدش في الوجه، و قد يستعمل للخدش في سائر الجسد.

[6] كذا في أ، م، س. و في باقي النسخ: «زبروه».

[7] المحور الحديدة التي تجمع بين الخطاف و البكرة. و السانية: الدلو العظيمة مع أدواتها.

[8] الوقيذ: الدنف الذي أشفى على الموت.

[9] كذا في أ، م، ح. و في سائر النسخ: «فقال» و لا موقع لهذه الفاء.

[10] في ط، ح، ء: «زيد».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست