responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 28

فلا و اللّه لو ملّكت أمري‌

و من لي بالتّدبّر في الأمور

إذا لعصيتهم في حبّ سلمى‌

على ما كان من حسك [1] الصدور

فيا للنّاس كيف غلبت أمري‌

على شي‌ء و يكرهه ضميري‌

قصة عروة و امرأته سلمى الغفارية:

قال إسحاق و حدّثني الواقديّ قال حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن أبيه قال:

لما غزا النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم بني النّضير و أجلاهم عن المدينة خرجوا يريدون خيبر يضربون بدفوف و يزمرون بالمزامير و على النساء المعصفرات و حليّ الذهب مظهرين لذلك تجلّدا، و مرّت في الظّعن [2] يومئذ سلمى امرأة عروة بن الورد [العبسي‌] [3]، و كان عروة حليفا في بني عمرو بن عوف، و كانت سلمى من بني غفار، فسباها عروة من قومها و كانت ذات جمال فولدت له أولادا و كان شديد الحب لها و كان ولده يعيّرون بأمّهم و يسمّون بني الأخيذة- أي السّبية- فقالت: أ لا ترى ولدك يعيّرون؟ قال: فما ذا ترين؟ قالت: أرى أن تردّني إلى قومي حتى يكونوا هم الذين يزوّجونك فأنعم [4] لها، فأرسلت إلى قومها أن ألقوه بالخمر ثم اتركوه حتى يسكر و يثمل فإنه لا يسأل حينئذ شيئا إلا أعطاه؛ فلقوه و قد نزل في بني النّضير فسقوه الخمر، فلما سكر سألوه سلمى فردّها عليهم ثم أنكحوه بعد.

و يقال: إنما جاء بها إلى بني النّضير، و كان صعلوكا يغير، فسقوه الخمر، فلما انتشى منعوه و لا شي‌ء معه إلا هي فرهنها، و لم يزل يشرب حتى غلقت [5]؛ فلما قال لها: انطلقي قالت: لا سبيل إلى ذلك، قد أغلقتني. فبهذا صارت عند بني النّضير. فقال في ذلك:

سقوني الخمر ثم تكنّفوني‌

عداة اللّه [6] من كذب و زور

/ هذه الأبيات مشهورة بأن لطويس فيها غناء، و ما وجدته في شي‌ء من الكتب مجنّسا فتذكر طريقته.

كان يغري بين الأوس و الخزرج و يتغنى بالشعر الذي قيل في حروبهم:

قال إسحاق و حدّثني المدائنيّ قال: كان طويس ولعا بالشعر الذي قالته الأوس و الخزرج في حروبهم، و كان يريد بذلك الإغراء، فقلّ مجلس اجتمع فيه هذان/ الحيّان فغنّى فيه طويس إلا وقع فيه شي‌ء؛ فنهي عن ذلك، فقال:

و اللّه لا تركت الغناء بشعر الأنصار حتى يوسّدوني التراب؛ و ذلك لكثرة تولّع القوم به، فكان يبدي السرائر و يخرج الضغائن، فكان القوم يتشاءمون به.


[1] الحسك: الشوك، و يكنى به عن العداوة و الحقد.

[2] الظعن: جمع ظعينة و هي المرأة في هودجها، و قد يقال للمرأة ظعينة و إن كانت في بيتها لأنها تصير ظعينة أي مظعونا بها. و يسمى الهودج أيضا ظعينة سواء كانت فيه امرأة أم لا.

[3] زيادة في أ، م.

[4] أنعم لها: قال لها نعم.

[5] غلق الرهن في يد المرتهن: استحقه، و ذلك إذا لم يقدر الراهن على افتكاكه في الوقت المشروط.

[6] في أ، م، ء، ط:

ألا للّه من كذب و زور

و قد تقدم هذا البيت باتفاق الأصول كما في رواية الصلب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست