عطرّد مولى
الأنصار، ثم مولى بن عمرو بن عوف، و قيل: إنه مولى مزينة، مدنيّ، يكنى أبا هارون،
و كان ينزل قباء. و زعم إسحاق أنه كان جميل الوجه، حسن الغناء، طيّب الصوت، جيّد
الصّنعة، حسن الرأي و المروءة، فقيها قارئا للقرآن، و كان يغنّي مرتجلا، و أدرك
دولة بني أميّة، و بقي إلى أيام الرشيد، و ذكر ابن خرداذبه فيما حدّثني به عليّ بن
عبد العزيز عنه: أنه كان معدّل الشهادة بالمدينة؛ أخبره بذلك يحيى بن عليّ المنجم
عن أبي أيّوب المدينيّ عن إسحاق.
جاءه عباد بن
سلمة ليلا و طلب منه أن يغنيه:
و أخبرنا محمد
بن خلف وكيع عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه:
أن سلمة بن
عبّاد ولي القضاء بالبصرة، فقصد ابنه عبّاد بن سلمة عطرّدا و هو بها مقيم قد قصد
آل سليمان بن عليّ و أقام معهم؛ فأتى بابه ليلا فدقّ عليه و معه جماعة من أصحابه
أصحاب القلانس، فخرج عطرّد إليه، فلما رآه و من معه فزع؛ فقال: لا ترع.