قال: فأمر له
خاصّة بعشرة آلاف درهم معجّلة، ثم ساواه بسائر الوفد بعد ذلك في الجائزة و أعطاه
مثل ما أعطاهم، و قال: ذلك بحقّ المديح، و هذا بحقّ الوفادة.
سأل عنه عبد
الملك لما قدم المدينة ثم تبعه ابن المولى و أنشده فأجازه:
أخبرني محمد بن
عمران الصّيرفيّ أبو أحمد و عمّي قالا حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني
إبراهيم بن إسحاق بن عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد اللّه قال حدّثني عبد
اللّه بن إبراهيم/ الجمحيّ قال:
قدم عبد الملك
بن مروان المدينة، و كان ابن المولى يكثر مدحه، و كان يسأل عنه من غير أن يكونا
التقيا- قال: و ابن المولى مولى الأنصار- فلما قدم عبد الملك المدينة قدم ابن
المولى، لما بلغه من مسألة عبد الملك عنه، فوردها و قد رحل عبد الملك عنها، فأتبعه
[6] فأدركه بإضم بذي خشب بين عين مروان و عين الحديد، و هما جميعا لمروان، فالتفت
عبد الملك إليه و ابن المولى على نجيب متنكّبا قوسا عربية، فقال له عبد الملك: ابن
المولى؟
قال: لبّيك يا
أمير المؤمنين؛ قال: مرحبا بمن نالنا شكره و لم ينله منا فعل، ثم قال له: أخبرني
عن ليلى التي تقول فيها:
[1]
الآل: السراب، و قيل الآل من الضحى إلى زوال الشمس، و السراب بعد الزوال إلى صلاة
العصر.
[2] تحصل:
تخلص و يماز بين بيوتها، و في الحديث: «بذهب لم تحصل من ترابها» أي لم تخلص (و
الذهب يذكر و يؤنث). و يقال للمرأة التي تميز الذهب من الفضة: محصله.
[3] القلال:
جمع قلة و هي أعلى الجبل، و قلة كل شيء رأسه و أعلاه.