- الشعر
للأحوص. و الغناء لابن مسجح ثقيل أوّل بالبنصر. ولد حمان فيه ثقيل أوّل بالبنصر. و
لمالك فيه خفيف ثقيل عن الهشاميّ- قال: و هو أوّل من غنّى الغناء العربيّ المنقول
عن الفارسيّ. و عاش سعيد بن مسجح حتى لقيه معبد و أخذ عنه في أيام الوليد بن عبد
الملك.
نفاه دحمان
الأشقر و إلى مكة إلى الشأم فتوصل إلى عبد الملك و غناه فعفا عنه و أمر يردّ ماله
إليه:
حدّثني عمّي و
الحسين بن القاسم الكوفيّ قالا جميعا حدّثنا محمد بن سعيد الكرانيّ قال حدّثني
النضر بن عمرو قال حدّثني أبو أميّة القرشيّ قال حدّثنا دحمان الأشقر قال:
كنت عاملا لعبد
الملك بن مروان بمكة فنمي إليه أنّ رجلا أسود يقال له: سعيد بن مسجح أفسد فتيان
قريش و أنفقوا عليه أموالهم، فكتب إليّ: أن اقبض ماله و سيّره، ففعلت./ فتوجّه ابن
مسجح إلى الشأم فصحبه رجل له جوار مغنّيات في طريقه، فقال له: أين تريد؟ فأخبره
خبره، و قال له: أريد الشأم، قال له: فتكون معي؟ قال: نعم، فصحبه حتى بلغا دمشق فدخلا
مسجدها فسألا: من أخصّ الناس بأمير المؤمنين؟ فقالوا: هؤلاء النفر من قريش و بنو
عمّه، فوقف ابن مسجح عليهم و سلّم ثم قال: يا فتيان، هل فيكم من نضيف رجلا غريبا
من أهل الحجاز؟
فنظر بعضهم إلى
بعض و كان عليهم موعد أن يذهبوا إلى قينة يقال لها: «برق الأفق» فتثاقلوا به إلا
فتى منهم تذمّم [1] فقال: أنا أضيفك، و قال لأصحابه: انطلقوا أنتم و أنا أذهب مع
ضيفي، قالوا: لا، بل تجيء أنت و ضيفك، فذهبوا جميعا إلى بيت القينة، فلما أتوا
بالغداء قال لهم سعيد: إني رجل أسود و لعلّ فيكم من يقذرني فأنا أجلس و آكل ناحية
و قام، فاستحيوا منه و بعثوا إليه بما أكل، فلما صاروا/ إلى الشراب قال لهم مثل
ذلك، ففعلوا به، و أخرجوا جاريتين فجلستا على سرير قد وضع لهما، فغنّتا إلى العشاء
ثم دخلتا، و خرجت جارية حسنة الوجه و الهيئة و هما معها فجلست على السرير و جلستا
أسفل منها عن يمين السرير و شماله، قال ابن مسجح: فتمثّلت [2] هذا البيت:
فقلت أشمس أم مصابيح بيعة
بدت لك خلف السّجف أم أنت حالم
فغضبت الجارية
و قالت: أ يضرب هذا الأسود بي الأمثال! فنظروا إليّ نظرا منكرا و لم يزالوا
يسكّنونها، ثم غنّت صوتا، فقال ابن مسجح: أحسنت و اللّه، فغضب مولاها و قال: أمثل
هذا الأسود يقدم على جاريتي! فقال لي الرجل الذي أنزلني عنده: قم فانصرف إلى منزلي
فقد ثقلت على القوم، فذهبت أقوم فتذمّم القوم و قالوا لي: بل أقم و أحسن أدبك
فأقمت، و غنّت فقلت: أخطأت و اللّه يا زانية و أسأت، ثم اندفعت فغنّيت الصوت فوثبت
الجارية فقالت لمولاها: هذا و اللّه أبو عثمان سعيد بن مسجح، فقلت: إني و اللّه
أنا هو، و اللّه لا أقيم عندكم، فوثب القرشيّون فقال هذا: يكون عندي، و قال هذا:
يكون عندي، و قال هذا: بل عندي، فقلت: و اللّه لا أقيم إلا عند سيّدكم- يعني الرجل
الذي أنزله منهم- ثم سألوه عما أقدمه فأخبرهم الخبر، فقال له صاحبه: إني أسمر
الليلة مع