responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 196

و إذا شكوت إلى سلامة حبّها

قالت أجدّ منك ذا أم تمزح‌

أخذ عنه معبد:

- الشعر للأحوص. و الغناء لابن مسجح ثقيل أوّل بالبنصر. ولد حمان فيه ثقيل أوّل بالبنصر. و لمالك فيه خفيف ثقيل عن الهشاميّ- قال: و هو أوّل من غنّى الغناء العربيّ المنقول عن الفارسيّ. و عاش سعيد بن مسجح حتى لقيه معبد و أخذ عنه في أيام الوليد بن عبد الملك.

نفاه دحمان الأشقر و إلى مكة إلى الشأم فتوصل إلى عبد الملك و غناه فعفا عنه و أمر يردّ ماله إليه:

حدّثني عمّي و الحسين بن القاسم الكوفيّ قالا جميعا حدّثنا محمد بن سعيد الكرانيّ قال حدّثني النضر بن عمرو قال حدّثني أبو أميّة القرشيّ قال حدّثنا دحمان الأشقر قال:

كنت عاملا لعبد الملك بن مروان بمكة فنمي إليه أنّ رجلا أسود يقال له: سعيد بن مسجح أفسد فتيان قريش و أنفقوا عليه أموالهم، فكتب إليّ: أن اقبض ماله و سيّره، ففعلت./ فتوجّه ابن مسجح إلى الشأم فصحبه رجل له جوار مغنّيات في طريقه، فقال له: أين تريد؟ فأخبره خبره، و قال له: أريد الشأم، قال له: فتكون معي؟ قال: نعم، فصحبه حتى بلغا دمشق فدخلا مسجدها فسألا: من أخصّ الناس بأمير المؤمنين؟ فقالوا: هؤلاء النفر من قريش و بنو عمّه، فوقف ابن مسجح عليهم و سلّم ثم قال: يا فتيان، هل فيكم من نضيف رجلا غريبا من أهل الحجاز؟

فنظر بعضهم إلى بعض و كان عليهم موعد أن يذهبوا إلى قينة يقال لها: «برق الأفق» فتثاقلوا به إلا فتى منهم تذمّم [1] فقال: أنا أضيفك، و قال لأصحابه: انطلقوا أنتم و أنا أذهب مع ضيفي، قالوا: لا، بل تجي‌ء أنت و ضيفك، فذهبوا جميعا إلى بيت القينة، فلما أتوا بالغداء قال لهم سعيد: إني رجل أسود و لعلّ فيكم من يقذرني فأنا أجلس و آكل ناحية و قام، فاستحيوا منه و بعثوا إليه بما أكل، فلما صاروا/ إلى الشراب قال لهم مثل ذلك، ففعلوا به، و أخرجوا جاريتين فجلستا على سرير قد وضع لهما، فغنّتا إلى العشاء ثم دخلتا، و خرجت جارية حسنة الوجه و الهيئة و هما معها فجلست على السرير و جلستا أسفل منها عن يمين السرير و شماله، قال ابن مسجح: فتمثّلت [2] هذا البيت:

فقلت أشمس أم مصابيح بيعة

بدت لك خلف السّجف أم أنت حالم‌

فغضبت الجارية و قالت: أ يضرب هذا الأسود بي الأمثال! فنظروا إليّ نظرا منكرا و لم يزالوا يسكّنونها، ثم غنّت صوتا، فقال ابن مسجح: أحسنت و اللّه، فغضب مولاها و قال: أمثل هذا الأسود يقدم على جاريتي! فقال لي الرجل الذي أنزلني عنده: قم فانصرف إلى منزلي فقد ثقلت على القوم، فذهبت أقوم فتذمّم القوم و قالوا لي: بل أقم و أحسن أدبك فأقمت، و غنّت فقلت: أخطأت و اللّه يا زانية و أسأت، ثم اندفعت فغنّيت الصوت فوثبت الجارية فقالت لمولاها: هذا و اللّه أبو عثمان سعيد بن مسجح، فقلت: إني و اللّه أنا هو، و اللّه لا أقيم عندكم، فوثب القرشيّون فقال هذا: يكون عندي، و قال هذا: يكون عندي، و قال هذا: بل عندي، فقلت: و اللّه لا أقيم إلا عند سيّدكم- يعني الرجل الذي أنزله منهم- ثم سألوه عما أقدمه فأخبرهم الخبر، فقال له صاحبه: إني أسمر الليلة مع‌


[1] تذمم أي خشي الذمّ و اللوم.

[2] يقال: تمثّلت هذا البيت و تمثّلت به إذا ضربته مثلا.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست