- و ذكر أحمد بن المكيّ أنّ لإسحاق في هذه
الأبيات ثقيلا أوّل بالوسطى- فاستحسنت القصيدة و قلت: يا أبا معاذ، قد و اللّه
أجدت و بالغت، فلو تفضّلت بأن تعيدها! فأعادها على خلاف ما أنشدنيها في المرّة
الأولى، فتوهّمت أنه قالها في تلك الساعة.
حاوره أحمد
بن خلاد في ميله إلى الإلحاد:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني أحمد بن خلّاد [3] قال
حدّثني أبي قال:
كنت أكلّم
بشّارا و أردّ عليه سوء مذهبه بميله إلى الإلحاد، فكان يقول: لا أعرف إلا ما
عاينته أو عاينت مثله؛ و كان الكلام يطول بيننا، فقال لي: ما أظنّ الأمر يا أبا
خالد [4] إلا كما تقول، و أن الذي نحن فيه خذلان، و لذلك أقول:
عاتب بشعر
فتى من آل منقر بعث إليه في الأضحية بنعجة عجفاء:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني ابن مهرويه قال حدّثني أحمد بن خلّاد بن المبارك قال حدّثني
أبي قال:
كان بالبصرة
فتى من بني منقر أمّه عجليّة، و كان يبعث إلى بشّار في كل أضحيّة بأضحيّة من
الأضاحي التي كان أهل البصرة يسمّنونها سنة و أكثر للأضاحي ثم تباع الأضحيّة بعشرة
دنانير، و يبعث معها بألف درهم؛ قال: فأمر وكيله في بعض السنين أن يجريه على رسمه،
فاشترى له نعجة كبيرة غير سمينة و سرق باقي الثمن، و كانت نعجة عبدليّة من نعاج
عبد اللّه بن دارم و هو نتاج مرذول، فلما أدخلت عليه قالت له جاريته ربابة: ليست
هذه الشاة من الغنم التي كان يبعث بها إليك؛ فقال: أدنيها منّي فأدنتها و لمسها
بيده ثم قال: اكتب يا غلام:
[2] كذا في
ء، ح، و أكظام بالظاء: جمع كظم (بالفتح) و هو مخرج النفس. و في باقي النسخ:
«أكضام» بالضاد، و هو تحريف.
[3] هكذا ورد
هذا الاسم في جميع الأصول فيما تقدّم في أخبار بشار و فيما سيأتي من أخباره بعد، و
قد ورد في هذا الموضع في جميع الأصول «خالد»، فلعله محرّف عما أثبتناه إذ هو الذي
يروي عنه ابن مهرويه في جميع المواضع التي ورد فيها.