أخبرني عمّي
[1] قال حدّثني سليمان قال قال لي أبو عدنان حدّثني سعيد- جليس كان لأبي زيد- قال:
أتاني أعشى
سليم و أبو حنش فقالا لي: انطلق معنا إلى بشّار فتسأله أن ينشدك شيئا من هجائه في
حمّاد عجرد أو في عمرو الظالميّ فإنه إن عرفنا لم ينشدنا، فمضيت معهما حتى دخلت
على بشّار فاستنشدته فأنشد قصيدة له على الدال فجعل يخرج من واد في الهجاء إلى واد
آخر و هما يستمعان و بشّار لا يعرفهما، فلما خرجا قال أحدهما للآخر: أ ما تعجب مما
جاء به هذا الأعمى؟ فقال أبو حنش: أمّا أنا فلا أعرّض- و اللّه- والديّ له أبدا؛ و
كانا قد جاءا يزورانه، و أحسبهما أرادا أن يتعرّضا لمهاجاته.
مدح واصلا
قبل أن يدين بالرجعة:
أخبرني/ هاشم
بن محمد الخزاعيّ عن الجاحظ قال:
كان بشّار
صديقا لأبي حذيفة واصل بن عطاء قبل أن يدين بالرجعة [2] و يكفّر الأمّة، و كان قد
مدح واصلا و ذكر خطبته التي خطبها فنزع منها كلّها الراء و كانت على البديهة، و هي
أطول من خطبتي خالد بن صفوان و شبيب بن شيبة [3]، فقال:
[3] كذا في
أ، ح، ء: و هو الصواب. و شبيب بن شيبة هو أبو معمر البصريّ أحد الفصحاء البلغاء و
الإخباريين. و في باقي النسخ:
«شبة».
[4] كذا في
«البيان و التبيين» للجاحظ، (ج 1 ص 14 طبع مصر) و هو الذي يقتضيه المقام، و في
الأصول: «تكلف».
[5] كذا في ح
و هو الملائم لسياق الكلام. و في باقي النسخ: «تلفى» بالفاء.
[6] كذا في
ح، و في باقي النسخ: «التفصح» بتقديم الفاء على الصاد و هو تحريف.
[7] في أ، ء،
ح، ب: «لا تصحبينا» و هو تحريف، و تصبحينا: تسقينا الصبوح، و هو الشراب أوّل
النهار. و هذا البيت لعمرو بن كلثوم من معلقته المشهورة التي يقول في مطلعها: