كان بشّار/ يعطي أبا الشّمقمق في كلّ سنة مائتي درهم، فأتاه أبو
الشمقمق في بعض تلك السنين فقال له: هلمّ الجزية يا أبا معاذ؛ فقال: ويحك! أ جزية
هي! قال: هو ما تسمع؛ فقال له بشّار يمازحه: أنت أفصح منّي؟ قال:
لا؛ قال: فأعلم
منّي بمثالب الناس؟ قال: لا؛ قال: فأشعر منّي؟ قال: لا؛ قال: فلم أعطيك؟ قال:
لئلّا أهجوك؛ فقال له: إنّ هجوتني هجوتك؛ فقال له أبو الشمقمق: هكذا هو؟ قال: نعم،
فقل ما بدا لك؛ فقال أبو الشمقمق:
إني إذا ما شاعر هجانيه
و لجّ في القول له لسانيه
أدخلته في است أمّه علانيه
بشّار يا بشّار .........
/ و أراد أن يقول: «يا ابن الزانية»؛ فوثب
بشّار فأمسك فاه، و قال: أراد و اللّه أن يشتمني، ثم دفع إليه مائتي درهم ثم قال
له: لا يسمعنّ هذا منك الصّبيان يا أبا الشمقمق.
أخبرني أحمد بن
العباس العسكريّ قال حدّثني الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد بن بكر قال
حدّثني الأصمعيّ قال:
أمر عقبة بن
سلّم [الهنائيّ] [1] لبشّار بعشرة آلاف درهم، فأخبر أبو الشمقمق بذلك فوافى
بشّارا فقال له: