responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 129

قال دماذ قال لي أبو عبيدة: قال رجل يوما لبشّار في المسجد الجامع يعابثه: يا أبا معاذ، أ يعجبك الغلام الجادل [1]؟ فقال غير محتشم و لا مكترث: لا، و لكن تعجبني أمّه.

ورد على خالد البرمكيّ بفارس و امتدحه:

أخبرني عمّي قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثني محمد بن سهل عن محمد بن الحجّاج قال:

ورد بشّار على خالد بن برمك و هو بفارس فامتدحه؛ فوعده و مطله؛ فوقف على طريقه و هو يريد المسجد، فأخذ بلجام بغلته و أنشده:

/

أظلّت علينا منك يوما سحابة

أضاءت لنا برقا و أبطأ رشاشها [2]

فلا غيمها يجلي فييأس طامع‌

و لا غيثها يأتي فيروى عطاشها

فحبس بغلته و أمر له بعشرة آلاف درهم، و قال: لن تنصرف السحابة حتى تبلّك إن شاء اللّه.

تظاهر بالحج و خرج لذلك مع سعد بن القعقاع:

أخبرني يحيى بن عليّ قال حدّثنا الحسن بن عليل قال حدّثني عليّ بن حرب الطائيّ قال حدّثني إسماعيل بن زياد الطائيّ قال:

كان رجل منا يقال له سعد بن القعقاع يتندّم [3] بشّارا في المجانة، فقال لبشّار و هو ينادمه: ويحك يا أبا معاذ! قد نسبنا الناس إلى الزّندقة، فهل لك أن تحجّ بنا حجّة تنفي ذلك عنا؟ قال: نعم ما رأيت! فاشتريا بعيرا و محملا و ركبا، فلما مرّا بزرارة [4] قال له: ويحك يا أبا معاذ! ثلاثمائة فرسخ متى نقطعها! مل بنا إلى زرارة نتنعّم فيها، فإذا قفل الحاجّ عارضناهم بالقادسيّة [5] و جززنا رءوسنا فلم يشكّ الناس أنّا جئنا من الحجّ؛ فقال له بشّار:

نعم ما رأيت لو لا خبث لسانك، و إني أخاف أن تفضحنا. قال: لا تخف. فمالا إلى زرارة فما زالا يشربان الخمر و يفسقان، فلما نزل الحاجّ بالقادسية راجعين، أخذا بعيرا و محملا و جزّا رءوسهما و أقبلا و تلقّاهما الناس يهنّئونهما؛ فقال سعد بن القعقاع:

/

أ لم ترني و بشّارا حججنا

و كان الحجّ من خير التّجارة

خرجنا طالبي سفر بعيد

فمال بنا الطريق إلى زرارة

فآب الناس قد حجّوا و برّوا

و أبنا موقرين من الخساره‌


[1] الغلام الجادل: اليافع الذي قوي و اشتدّ.

[2] الرشاش (بكسر الراء): جمع رش (بالفتح) و هو المطر الخفيف.

[3] كذا في أكثر الأصول، و في ب، س: «ينتدم» بتقديم النون على التاء، و لم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا صيغة من هاتين الصيغتين مستعملة في المعنى الذي يدل عليه سياق الكلام و هو كثرة المنادمة؛ و لعلها «يتقدّم بشارا في المجانة» أي أنه كان أكثر منه مجونا.

[4] زرارة (بضم أوّله): محلة بالكوفة.

[5] القادسية: بلدة بينها و بين الكوفة خمسة عشر ميلا، و بينها و بين العذيب أربعة أميال، كانت بها وقعة سعد بن أبي وقاص المشهورة مع الفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 3  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست