/ فطرب عقبة بن سلّم و أجزل صلته، و قام عقبة
بن رؤبة فخرج عن المجلس بخزي، و هرب من تحت ليلته فلم يعد إليه.
و ذكر لي أبو
دلف هاشم بن محمد الخزاعيّ هذا الخبر عن الجاحظ، و زاد فيه الجاحظ قال: فانظر إلى
سوء أدب عقبة بن رؤبة و قد أجمل بشّار محضره و عشرته، فقابله بهذه المقابلة
القبيحة، و كان أبوه أعلم خلق اللّه به، لأنه قال له و قد فاخره بشعره: أنت يا
بنيّ ذهبان [9] الشّعر إذا متّ مات شعرك معك، فلم يوجد من يرويه بعدك؛ فكان كما
قال له، ما يعرف له بيت واحد و لا خبر غير هذا الخبر القبيح الإخبار عنه الدالّ
على سخفه و سقوطه و سوء أدبه.
كان يهوى
امرأة من البصرة و قال فيها الشعر لما رحلت: