و هي أبيات قالها حين
قتلهم أبو الرّازي- و كان عمارة قد خرج من عند المأمون فنظر إلى رءوس أصحابه، فدخل
فأنشد هذا البيت- قال: و أكره أن تتبعك [2] نفسي أمير المؤمنين فيجد على من كلمه
فيك، فعليك بعمرو بن مسعدة و أبي عبّاد فإنّهما يكتبان [3] بين يدي أمير المؤمنين،
و يخلوان معه و يمازحانه، فأتيت أبا عبّاد/ فذكرت له التشوّق [4] إلى العيال، و
سألته الاستئذان، فصاح في وجهي و قال: مقامك أحبّ إلى أمير المؤمنين من ظعنك، و ما
أفعل ما يكرهه [5] فذهبت من فوري إلى عمرو بن مسعدة، فدخلت عليه و هو يختضب، فشكوت
إليه الأمر فقال:
يا أبا عقيل، لقد أذنت لك
في ساعة ما أظهر فيها لأحد، و لي حاجة، قلت: و ما هي؟ قال: ألف درهم تجعل لك في
كيس تشتري بها عبدا يؤنسك في طريقك، و لست أقصّر فيما تحبّ. فتلعثمت ساعة و تلكأت،
فقال: حقّا، لئن لم تأخذها لا كلمتك، فأخذتها و انصرفت و أنا أقول: