فقال الفرزدق: أخزاك
اللّه، و اللّه لقد علمت أنّك لا تقول غيرها، قال: فسمع رجل كان حاضرا أبا عبيدة
يحدّث بها، فحلف يمينا جزما أنّ الفرزدق لقّن جريرا هذا المصراع بتغطية عنفقته، و
لو لم يفعل لما انتبه لذلك، و ما كان هذا بيتا [3]. قاله متقدّما، و إنما انتبه
لذلك.
يموت كمدا من هجاء جرير
أخبرنا أبو خليفة قال:
حدّثنا محمد بن سلّام قال: أخبرني أبو الغرّاف قال:
الذي هاج التّهاجي بين
جرير و الرّاعي أنّ الرّاعي [4] كان يسأل عن جرير و الفرزدق.: الفرزدق أكرمهما و
أشعرهما؛ فلقيه جرير فاستعذره [5] من نفسه.
/ ثم
ذكر باقي الخبر مثل ما تقدم، و زاد فيه:
أنّ الرّاعي قال لابنه
جندل لمّا ضرب بغلته:
أ لم تر أنّ كلب بني
كليب
أراد حياض دجلة ثم هابا
و نفرت البغلة فزحمته حتى
سقطت قلنسوة جرير، فقال الرّاعي لابنه: أما و اللّه لتكوننّ فعلة مشئومة عليك و
ليهجونّي [6] و إياك، فليته لا يجاوزنا و لا يذكر نسوتنا. و علم الرّاعي أنه قد
أساء و ندم، فتزعم بنو نمير أنه [7] حلف ألا يجيب جريرا سنة غضبا على ابنه، و أنه
[7] مات قبل أن تمضي سنة، و يقول غير بني نمير: إنه كمد لمّا سمعها فمات كمدا.
يعترف بغلبة جرير عليه
في الهجاء
أخبرني محمد بن العباس
اليزيدي [8] و أبو الحسن عليّ بن سليمان الأخفض، قالا. حدثنا أبو سعيد السّكريّ،
عن محمد بن حبيب و إبراهيم بن سعدان، عن أبي عبيدة و سعدان و المفضل و عمارة بن
عقيل، و أخبرنا به