responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 295

و وائل: بنو زيد، فلمّا قبضت الصدقة قسّمتها في أهلها، فلمّا فرغت و انصرفت بالسهمين إلى عثمان- رضي اللّه عنه- إذا أنا ببيت مفرد/ عن الحيّ، فملت إليه، فإذا أنا بفتى راقد في فناء [1] البيت، و إذا بعجوز من ورائه في كسر البيت، فسلّمت عليه، فردّ عليّ بصوت ضعيف [2]، فسألته: مالك؟ فقال:

كأنّ قطاة علّقت بجناحها

على كبدي من شدّة الخفقان‌

و ذكر الأبيات النونيّة المعروفة، ثم شهق شهقة خفيفة [3] كانت نفسه فيها، فنظرت إلى [4] وجهه فإذا هو قد قضى [5] فقلت: أيّتها العجوز، من هذا الفتى منك؟ قالت: ابني، فقلت: إني أراه قد قضى، فقالت [6]: و أنا و اللّه أرى ذلك، فقامت فنظرت في وجهه ثم قالت: فاظ و ربّ محمد، قال: فقلت لها: يا أمّاه [7]، من هو؟ فقالت:

عروة بن حزام، أحد بني ضبّة، و أنا أمّه، فقلت لها؛ ما بلغ به ما أرى؟ قالت: الحبّ، و اللّه ما سمعت له منذ سنة كلمة و لا أنّة إلا اليوم، فإنه أقبل عليّ ثم قال:

من كان من أمّهاتي [8] باكيا أبدا

فاليوم إنّي أراني اليوم مقبوضا

يسمعننيه فإنّي غير سامعه‌

إذا علوت رقاب القوم [9] معروضا

قال: فما برحت من الحيّ حتى عسّلته، و كفّنته، و صلّيت عليه، و دفنته.

خبر آخر عن موت عفراء بعده‌

و ذكر أبو زيد عمر بن شبّة في خبره، هذه القصة عن عروة بن الزّبير، فقال هذين البيتين بحضرته:

من كان من أخواتي باكيا أبدا ......

قال: فحضرنه فبرزن- و اللّه- كأنهنّ الدّمى [10]، فشققن جيوبهنّ، و ضربن خدودهنّ [11]، فأبكين كلّ من حضر. و قضى من يومه.

و بلغ عفراء خبره، فقامت لزوجها فقالت: يا هناء، قد كان من خبر ابن عمي ما كان بلغك، و و اللّه ما عرفت منه [12] قطّ إلّا الحسن الجميل، و قد مات فيّ و بسببي، و لا بدّ لي من أن أندبه و أقيم [13] مأتما عليه [14]. قال:


[1] ج «بفناء».

[2] خد «فإذا أنا بفتى راقد فسألته». و سقط ما بينهما.

[3] «خفيفة» لم تذكر في ج.

[4] خد: في.

[5] قوله «فنظرت ... قضى»: لم يرد في ج، و لا س.

[6] خد «قالت».

[7] خد «أيا أمه».

[8] في «الشعر و الشعراء» 626 «أخواتي».

[9] «الديوان»: «الناس».

[10] س «فتبرزن- و اللّه- كأنهن الدما».

[11] خد: صدورهن».

[12] خد «و و اللّه ما كان بيني و بينه ..» و «المختار» و و اللّه ما بيني و بينه ...».

[13] س «فأقيم».

[14] «المختار»: «عليه مأتما».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 24  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست