حتى أتى شعبعب، و صار إلى
الحوض و العطن، و أناخ راحلته، و قال لي: أنخ [1]، فأنخت، و نزل فنظر إلى شعبعب و
قرقرى ساعة، ثم اضطجع بين الحوض و العطن اضطجاعة [2]، و يده [3] تحت خدّه، ثم قام
فركب [4]، فقلت: يا أبت ما أردت بهذا؟ فقال: يا جاهل، أ ما سمعت قول يحيى بن طالب:
هل أجعلنّ يدي للخدّ
مرفقة
على شعبعب بين الحوض و العطن
أ فليس عجزا أن نكون قد
أتينا عليهما و هما أمنية المتمنّي [5] فلا ننال ما تمنّاه منهما، و قد قدرت [6]
عليه؟
فجعلت أعجب من قوله و
فعله.
في سبيل اللّه يحيى بن
طالب
أخبرنا [7] محمد بن جعفر
النحويّ قال: حدّثني طلحة بن عبد اللّه الطّلحيّ قال: حدّثنا أبو العالية عن رجل
من بني حنيفة قال:
/ كان
يحيى بن طالب جوادا، شاعرا جميلا، حمّالا لأثقال قومه و مغارمهم، سمحا [8] يقرى
الأضياف، ما تشاء أن ترى في فتى خصلة جميلة إلا رأيتها فيه. فدخلت عليه و هو في
آخر رمق [9]، فسألته عن خبره، و سلّيته و قلت له ما طابت به نفسه، ثم أنشدني قوله
[10]: