ثم إن القوم اقتتلوا صدر
نهارهم أشدّ قتال [2] رآه الناس [3]، إلى أن زالت الشمس، فشدّ الحوفزان [4] و اسمه
الحارث بن شريك- على الهامرز فقتله، و قتلت بنو عجل خنابرين [5]، و ضرب اللّه وجوه
الفرس فانهزموا، و تبعتهم [6] بكر بن وائل، فلحق [7] مرثد بن الحارث بن ثور بن
حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس، النعمان بن زرعة، فأهوى له طعنا [8]، فسبقه
النّعمان بصدر فرسه فأفلته، فقال مرثد في ذلك:
قال: و لحق أسود بن بجير
بن عائذ بن شريك العجليّ النعمان بن زرعة، فقال له: يا نعمان، هلمّ إليّ، فأنا خير
آسر لك [13]، و خير لك من العطش [14].
قال: و من أنت؟ قال:
الأسود [15] بن بجير، فوضع يده في يده، فجزّ ناصيته، و خلّي سبيله، و حمله الأسود
على فرس له، و قال له: انج على هذه [16]، فإنها أجود [17] من فرسك، و جاء الأسود
بن بجير [18] على فرس النّعمان