responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 82

أنّ الحسن بن وهب كان يكتب لمحمد بن عبد الملك الزيات، و هو وزير الواثق، و كان ابن الزيات قد وقف على ما بين الحسن بن وهب و بين أبي تمام في غلاميهما، فتقدّم إلى بعض ولده- و كانوا يجلسون عند الحسن بن وهب- بأن يعلموه بخبرهما، و ما يكون بينهما. قال: و عزم غلام أبي تمام على الحجامة، فكتب إلى/ الحسن يعلمه بذلك، و يسأله التوجيه إليه بنبيذ مطبوخ، فوجّه إليه بمائة دنّ و مائة دينار، و بخلعة حسنة و بخور كثير، و كتب إليه:

ليت شعري يا أملح الناس عندي‌

هل تداويت بالحجامة بعدي‌

دفع اللّه عنك لي كلّ سوء

باكر رائح و إن خنت عهدي‌

قد كتمت الهوى بمبلغ جهدي‌

فبدا منه غير ما كنت أبدي‌

و خلعت العذار فليعلم النا

س بأني إياك أصفي بودّي‌

و ليقولوا بما أحبّوا إذا كن

ت وصولا و لم ترعني بصدّ

من عذيري من مقلتيك و من إشر

اق وجه من دون حمرة خدّ

قال: و وضع الرّقعة تحت مصلّاه، و بلغ محمد بن عبد الملك خبر الرّقعة، فوجّه إلى الحسن، فشغله بشي‌ء من أمره، و أمر من أخذ الرقعة من تحت مصلّاه، و جاءه بها، فقرأها، و كتب في ظهرها:

ليت شعري عن ليت شعرك هذا

أ بهزل تقوله أم بجدّ

فلئن كنت في المقال محقّا

يا بن وهب لقد تغيّرت بعدي‌

و تشبّهت بي و كنت أرى أني‌

أنا العاشق المتيّم وحدي‌

أترك القصد في الأمور و لو لا

غمرات الهوى لأبصرت رشدي‌

و أحب الأخ المشارك في الحب‌

و إن لم يكن به مثل و جدّي‌

كنديمي أبي عليّ و حاشا

لنديمي مثل شقوة و جدّي‌

صوت‌

إنّ مولاي عبد غيري و لو لا

شؤم جدي لكان مولاي عبدي‌

سيّدي سيدي و مولاي من أو

رثني ذلّة و أضرع خدّي‌

في هذين البيتين الأخيرين لحن من الرمل، أظنه لجحظة أو غيره من طبقته.

قال: ثم وضع الرقعة في مكانها، فلما قرأها الحسن قال: إنا للّه! افتضحنا عند الوزير، و حدّث أبا تمام بما كان، و وجّه إليه بالرقعة، فلقيا محمد بن عبد الملك، و قالا له: إنما جعلنا هذين سببا للمكاتبة بالأشعار لا للريبة، فتضاحك و قال: و من يظنّ بكما غير هذا! فكان قوله أشدّ عليهما من الخبرة.

هل عاقه أيلول:

قرأت في بعض الكتب: كان الحسن بن وهب يعاشر أبا تمام عشرة متّصلة، فندب الحسن بن وهب للنظر في‌

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست