responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 145

لعذرته، فإن ما استملحت له لم ينفق به، فقال عمي- و قد غضب- أنا لا أعذره في هذا و لو حاز به الدّنيا بأسرها، لا عذرني اللّه إن عذرته إذن!

الجد في الهزل لا في الجد:

و حدّثني مدرك بن محمد الشيباني، قال: حدّثني أبو العنبس الصيمري، قال:

قلت لأبي العبر و نحن في دار المتوكل: ويحك! أيش يحملك على هذا السّخف الذي قد ملأت به الأرض خطبا و شعرا [1] و أنت أديب ظريف مليح الشعر؟ فقال لي: يا كشخان، أ تريد أن أكسد أنا و تنفق أنت؟ أنت أيضا شاعر فهم متكلّم فلم تركت العلم، و صنعت في الرقاعة نيّفا و ثلاثين كتابا، أحبّ أن تخبرني لو نفق العقل أ كنت تقدّم عليّ البحتري، و قد قال في الخليفة بالأمس:

عن أي ثغر تبتسم‌

و بأيّ طرف تحتكم‌

فلما خرجت أنت عليه و قلت:

في أي سلح ترتطم‌

و بأي كف تلتطم‌

أدخلت رأسك في الرّحم‌

و علمت أنك تنهزم‌

فأعطيت الجائزة و حرم، و قرّبت و أبعد، في حر أمّك و حر أمّ كل عاقل معك! فتركته، و انصرفت.

أردأ الشعر أوسطه:

قال مدرك: ثم قال لي أبو العنبس: قد بلغني أنك تقول الشعر، فإن قدرت أن تقوله جيّدا، جيّدا؟ و إلا فليكن باردا، باردا، مثل شعر أبي العبر و إياك و الفاتر فإنه صفع كلّه.

مذهبان متناقضان:

حدّثني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني أبو العيناء، قال: أنشدت أبا العبر:

/

ما الحبّ إلا قبلة

أو غمز كفّ و عضد

أو كتب فيها رقى‌

أنفذ من نفث العقد

من لم يكن ذا حبّه‌

فإنما يبغي الولد

ما الحبّ إلا هكذا

إن نكح الحبّ فسد

فقال لي: كذب المأبون: و أكل من خراي رطلين و ربعا بالميزان، فقد أخطأ و أساء، أ لا قال كما قلت:

باض الحبّ في قلبي‌

فوا ويلي إذا فرّخ‌

و ما ينفعني حبّي‌

إذا لم أكنس البربخ‌

و إن لم يطرح الأصل

ع خرجيه على المطبخ‌


[1] ف «شعرا و قصصا و خطبا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست