هذيانهم، و يسلّطهم على
المشايخ فيصفعونهم في الصوامع إذا أذّنوا، حتى صرت إلى منزله، فاعتذرت و حلفت أني
إنما أكتب شيئا من شعره، و ما عرفت ما عمله و لا أحيط به علما.
الجارية تغني و هو يضيف:
و نسخت من كتاب لابن
البراء: حدّثني أبي قال: عزم محمد بن عبد اللّه بن طاهر على الصّبوح، و عنده الحسن
بن محمد بن طالوت، فقال [1] له محمد: كنا نحتاج أن يكون معنا ثالث نأنس به و نلذّ
في مجاورته فمن ترى أن يكون! فقال ابن طالوت: لقد خطر ببالي رجل ليس علينا في
منادمته ثقل، قد خلا من إبرام المجالسين، و برئ من/ ثقل المؤانسين، خفيف الوطأة
إذا أدنيته، سريع الوثبة إذا أمرته، قال: من هو؟ قال: ماني الموسوس، قال: ما أسأت
الاختيار، ثم تقدّم إلى صاحب الشّرطة يطلبه و إحضاره، فما كان بأسرع من أن قبض
عليه صاحب الشرطة [2] بربع الكرخ فوافى به باب محمد بن عبد اللّه، فأدخل، و نظّف و
أخذ من شعره، و ألبس ثيابا نظافا، و أدخل على محمد بن عبد اللّه، فلما مثل بين
يديه سلّم، فردّ عليه، و قال له: أ ما حان لك أن تزورنا مع شوقنا إليك؟ فقال له
ماني: أعزّ اللّه الأمير: الشوق شديد، و الودّ عتيد، و الحجاب صعب، و البواب فظّ،
و لو تسهّل لنا الإذن لسهلت علينا الزيارة، فقال له محمد: لقد لطفت في الاستئذان،
و أمره بالجلوس. فجلس، و قد كان أطعم قبل أن يدخل، فأتى محمد بن عبد اللّه بجارية
لإحدى بنات المهديّ، يقال لها: منوسة، و كان يحبّ السماع منها، و كانت تكثر أن
تكون عنده، فكان أول ما غنّته: