responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 136

هذيانهم، و يسلّطهم على المشايخ فيصفعونهم في الصوامع إذا أذّنوا، حتى صرت إلى منزله، فاعتذرت و حلفت أني إنما أكتب شيئا من شعره، و ما عرفت ما عمله و لا أحيط به علما.

الجارية تغني و هو يضيف:

و نسخت من كتاب لابن البراء: حدّثني أبي قال: عزم محمد بن عبد اللّه بن طاهر على الصّبوح، و عنده الحسن بن محمد بن طالوت، فقال [1] له محمد: كنا نحتاج أن يكون معنا ثالث نأنس به و نلذّ في مجاورته فمن ترى أن يكون! فقال ابن طالوت: لقد خطر ببالي رجل ليس علينا في منادمته ثقل، قد خلا من إبرام المجالسين، و برئ من/ ثقل المؤانسين، خفيف الوطأة إذا أدنيته، سريع الوثبة إذا أمرته، قال: من هو؟ قال: ماني الموسوس، قال: ما أسأت الاختيار، ثم تقدّم إلى صاحب الشّرطة يطلبه و إحضاره، فما كان بأسرع من أن قبض عليه صاحب الشرطة [2] بربع الكرخ فوافى به باب محمد بن عبد اللّه، فأدخل، و نظّف و أخذ من شعره، و ألبس ثيابا نظافا، و أدخل على محمد بن عبد اللّه، فلما مثل بين يديه سلّم، فردّ عليه، و قال له: أ ما حان لك أن تزورنا مع شوقنا إليك؟ فقال له ماني: أعزّ اللّه الأمير: الشوق شديد، و الودّ عتيد، و الحجاب صعب، و البواب فظّ، و لو تسهّل لنا الإذن لسهلت علينا الزيارة، فقال له محمد: لقد لطفت في الاستئذان، و أمره بالجلوس. فجلس، و قد كان أطعم قبل أن يدخل، فأتى محمد بن عبد اللّه بجارية لإحدى بنات المهديّ، يقال لها: منوسة، و كان يحبّ السماع منها، و كانت تكثر أن تكون عنده، فكان أول ما غنّته:

و لست بناس إذ غدوا فتحمّلوا

دموعي على الخدّين من شدّة الوجد

و قولي و قد زالت بعيني حمولهم‌

بواكر تحدى لا يكن آخر العهد [3]

فقال ماني: أ يأذن لي الأمير؟ قال: في ما ذا؟ قال: في استحسان ما أسمع، قال: نعم، قال: أحسنت و اللّه، فإن رأيت أن تزيدي مع هذا الشعر هذين البيتين:

و قمت أداري الدمع و القلب حائر

بمقلة موقوف على الضّرّ و الجهد [4]

/ و لم يعدني هذا الأمير بعدله‌

على ظالم قد لجّ في الهجر و الصّدّ

فقال له محمد: و من أيّ شي‌ء استعديت يا ماني؟ فاستحيا، و قال: لا من ظلم أيها الأمير، و لكن الطّرب حرّك شوقا كان كامنا، فظهر. ثم غنّت:

/

حجبوها عن الرياح لأنّي‌

قلت: يا ريح بلّغيها السّلاما

لو رضوا بالحجاب هان و لكن‌

منعوها يوم الرياح الكلاما

قال: فطرب محمد، و دعا برطل فشربه فقال ماني: ما كان على قائل هذين البيتين لو أضاف إليهما هذين البيتين:


(1- 1) ما بين القوسين زيادة في ف.

[2] في س، ب: صاحب ربع الكرخ.

[3] في ف «بوادر» بدل «بواكر».

[4] في أ «أناجي» و في هج س، ب «أفاجي» بدل «أداري».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست