أبان بن عبد الحميد بن
لاحق بن عفير [1] مولى بني رقاش، قال أبو عبيدة: بنو رقاش ثلاثة نفر ينسبون إلى
أمهم، و اسمها رقاش، و هم: مالك، و زيد مناة، و عامر، بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة
بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
صنيعة البرامكة:
أخبرني عمي: قال: حدّثنا
الحسين بن عليل العنزي؛ قال: حدّثني أحمد بن مهران مولى البرامكة: قال:
شكا مروان بن أبي حفصة إلى
بعض إخوانه تغيّر الرشيد عليه و إمساك يده عنه، فقال له: ويحك! أ تشكو الرشيد بعد
ما أعطاك؟ قال: أو تعجب من ذلك؟ هذا أبان اللاحقيّ، قد أخذ من البرامكة بقصيدة قالها
واحدة مثل ما أخذته من الرشيد في دهري كلّه، سوى ما أخذه منهم و من أشباههم بعدها،
و كان أبان نقل للبرامكة كتاب كليلة و دمنة، فجعله شعرا، ليسهل حفظه عليهم، و هو
معروف، أوله:
فأعطاه يحيى بن خالد عشرة
آلاف دينار، و أعطاه الفضل خمسة آلاف دينار، و لم يعطه جعفر شيئا، و قال:
أ لا يكفيك أن أحفظه فأكون
راويتك؟ و عمل أيضا القصيدة التي ذكر فيها مبدأ الخلق و أمر الدنيا و شيئا من
المنطق، و سماها ذات الحلل، و من الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، و الصحيح أنها
لأبان.
بينه و بين أبي نواس:
أخبرني محمد بن جعفر
النحويّ صهر المبرّد: قال: حدّثنا أبو هفّان: قال: حدّثني الحمّاز، قال:
كان يحيى بن خالد البرمكيّ
قد جعل امتحان الشعراء و ترتيبهم في الجوائز إلى أبان بن عبد الحميد، فلم يرض أبو
نواس المرتبة التي جعله فيها أبان، فقال يهجوه بذلك: