responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 102

أنت و أكثر، و أنت آمن من أن يكون منا جواب، و أتى محمد بن أمية، فقال له مثل ذلك، و مضى أبو موسى، فأخذ عليّ بن أمية رقعة فكتب فيها:

كم شاعر عند نفسه فطن‌

ليس لدينا بالشاعر الفطن‌

قد أخرجت نفسه بغصّتها

يا ريح ما تصنعين بالدّمن‌

و دفع الرقعة إلى غلام له، و قال: ادفعها إلى غلام أبي موسى، و قل له: يقول لك مولاك:/ اذكرني بهذا إذا انصرفت إلى المنزل، فلما انصرفت إلى المنزل أتاه غلامه بالرقعة، فقال: ما هذه؟ فقال: التي بعثت بها إليّ، فقال:

و اللّه ما بعثت إليك رقعة، و أظن الفاسق قد فعلها، ثم دعا ابنه، فقرأها عليه، فلما سمع ما فيها قال: يا غلام، لا تنزع عن البغلة. فرجع إلى عليّ بن أمية، فقال: نشدتك اللّه أن تزيد على ما كان، فقال له: أنت آمن.

لحن عمرو الغزال في أبيات عليّ بن أمية رمل بالوسطى.

و قال يوسف بن إبراهيم: حدّثني إبراهيم بن المهديّ: قال: حدّثني محمد بن أيوب المكي:

بئس المغني عمرو الغزال:

أنه كان في خدمة عبيد اللّه بن جعفر بن المنصور، و كان مستخفّا لعمرو الغزال، محبّا له، و كان عمرو يستحق ذلك بكل شي‌ء، إلا ما يدّعيه و يتحقّق به من صناعة الغناء؛ و كان ظريفا أديبا نظيف الوجه و اللباس، معه كلّ ما يحتاج إليه من آلة الفتوّة، و كان صالح الغناء، ما وقف بحيث يستحقّ، و لم يدع ما يستحقه، و أنه كان عند نفسه نظير ابن جامع و إبراهيم و طبقتهما، لا يرى لهم عليه فضلا و لا يشكّ في أنّ صنعتهم مثل صنعته، و كان عبد اللّه قليل الفهم بالصناعة، فكان يظن أنه قد ظفر منه بكنز من الكنوز، فكان أحظى الناس عنده من استحسن غناء عمرو الغزال و صنعته، و لم يكن في ندمائه [1] من يفهم هذا، ثم استزار عبيد اللّه بن جعفر أخاه عيسى، و كان أفهم منه، فقلت له:

استعن برأي أخيك في عمرو الغزال؛ إنه أفهم منك، و كانت أمّ جعفر كثيرا ما تسأل الرشيد تحويل أخيها عبيد اللّه و تقديمه و التنويه به، فكان عيسى أخوه يعرّف الرشيد أنه ضعيف عاجز لا يستحق ذلك، فلما زاره عيسى أسمعه غناء عمرو، فسمع منه سخنة عين [2]، فأظهر من السرور و الطّرب أمرا عظيما، ليزيد بذلك عبيد اللّه بصيرة فيه، و يجعله عيسى سببا قويا يشهد عند الرشيد بضعف عقله، و علمت ما أراد، و عرفت أن عمرا الغزال أول داخل على الرشيد، فلما كان وقت العصر من اليوم الثاني، لم نشعر إلا برسول الرشيد قد جاء يطلب عمرا الغزال، فوجّه إليه و أقبل يلومني و يقول: ما أظنك إلا قد فرقت بيني و بين عمرو، و كنت غنيا عن الجمع بينه و بين عيسى، و اتفق أن غنى عمرو الرشيد في هذا الشعر صنعته:

يا ريح ما تصنعين بالدّمن؟

كم لك من محو منظر حسن‌

و كان صوتا خفيفا مليحا فأطربه، و وصله بألف [3] دينار، و صار في عداد مغنّي/ الرشيد، إلا أنه كان يلازم‌


[1] في ف «من ندمائه و لا من أصحابه».

[2] سخنة عين: ضد قرتها و ارتياحها.

[3] في ف «بألفي».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 23  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست