responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 461

تبسم ضاحكا لما رآني‌

و أصحابي لديّ عن التمام [1]

فقال له الرجل: إن لي نفسا تأمرني أن أعطيكم، و نفسا تأمرني ألا أفعل، فقال النمر:

/

أما خليلي فإني غير معجله‌

حتى يؤامر نفسيه كما زعما

نفس له من نفوس الناس صالحة

تعطى الجزيل و نفس ترضع الغنما

ثم قال النّمر لأصحابه: لا تسألوا أحدا، فالدية كلّها عليّ.

قصة سيف كالذي وصف النمر

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عليّ بن محمد النوفليّ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن حسن بن عليّ قال:

جاء أعرابي إلى أبي، و هو مستتر بسويقة [2] قبل مخرجه، و معه سيف قد علاه الصّدأ، فقال: يا بن رسول اللّه، إني كنت ببطن قديد [3]، أرعى إبلي و فيها فحل قطم [4]، قد كنت ضربته، فحقد عليّ و أنا لا أدري، فخلا بي فشدّ عليّ يريدني، و أنا أحضر، و دنا مني حتى أن لعابه ليسقط على رأسي لقربه مني. فأنا أشتدّ، و أنا أنظر إلى الأرض لعلي أرى شيئا أذبّه عنّي به، إذ وقعت عيني على هذا السيف قد فحص عنه السيل، فظننته عودا باليا، فضربت بيدي إليه، فأخذته فإذا سيف، فذببت به البعير عني ذبّا، و اللّه ما أردت به الذي بلغت منه، فأصبت خيشومه فرميت بفقمه [5]، فعلمت أنه سيف جيد، و ظننته من سيوف القوم الذين كانوا قتلوا في وقعة قديد [6]، و ها هو ذا قد أهديته لك يا بن رسول اللّه قال: فأخذه منه أبي، و سرّ به. و جلس الأعرابيّ يحادثه، فبينا هو كذلك/ إذ أقبلت غنم لأبي ثلاثمائة شاة فيها رعاؤها، فقال له: أبى: يا أعرابيّ هذه الغنم و الرّعاة لك مكافأة لك عن هذا السيف، قال: ثم أرسل به إلى المدينة، أو أرسل إلى قين [7] فأتي به من المدينة، فأمر به فحلّي، فخرج أكرم سيوف الناس، فأمر فاتّخذ له جفن، و دفعه إلى أختي فاطمة بنت محمد. فلمّا كان اليوم الذي قتل فيه، قاتل بغير ذلك السيف، قال:

و بقي ذلك السيف عند أختي محمد بنت محمد. فزرتها يوما و هي بينبع في جماعة من أهل بيتي، و كانت عند ابن عمها الحسن بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن عليهم أجمعين السلام، فخرجت إلينا، و كانت برزة [8] تجلس لأهلها كما يجلس الرجال، و تحدّثهم، فجلست تحدثنا، و أمرت مولى لها، فنحر لنا جزورا [9] ليهيئ لنا طعاما.

فنظرت إليها، و الجزور في النخل باركة، و قد بردت و هي تسلخ، فقالت: إني لا أرى في هذه الجزور،/ مضربا حسنا. ثم دعت بالسيف، و قالت: يا حسن- فدتك أختك- هذا سيف أبيك، فخذه و اجمع يديك في قائمه،


[1] تكملة من هد. هج.

[2] سويقة: موضع قرب المدينة يسكنه آل علي بن أبي طالب.

[3] قديد: موضع قرب مكة.

[4] القطم: الصئول.

[5] الفقم: اللحى و طرف الخطم.

[6] وقعة لأبي حمزة الخارجي على أهل المدينة.

[7] القين: الحداد و الصيقل.

[8] برزة: متجاهرة جليلة تجلس للقوم يتحدثون إليها و هي عفيفة.

[9] جزور: بعير أو ناقة تجزر، و الجمع جزر و الجزائر.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 22  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست