هو السموأل بن عريض بن
عاديا، بن حباء [1]، ذكر ذلك أبو خليفة عن محمد بن سلام و السكري عن الطوسي و ابن
حبيب، و ذكر أن الناس يدرجون عريضا في النسب، و ينسبونه إلى عاديا جده، و قال عمر
بن شبة: هو السموأل بن عاديا، و لم يذكر عريضا.
و حكى عبد اللّه بن أبي
سعد عن دارم بن عقال- و هو من ولد السموأل- أن عاديا بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب ابن
عمرو مزبقيا بن عامر ماء السماء، و هذا عندي محال؛ لأن الأعشى أدرك شريح بن
السموأل و أدرك الإسلام، و عمرو مزيقيا قديم، لا يجوز أن يكون بينه و بين السموأل
ثلاثة آباء و لا عشرة بل أكثر، و اللّه أعلم.
من مفاخر السموأل
و قد قيل: إن أمه كانت من
غسان، و كلهم قالوا: إنه كان صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيماء المشهور بالوفاء،
و قيل: بل هو من ولد الكاهن بن هارون بن عمران، و كان هذا الحصن لجده عاديا، و
احتفر فيه بئرا رويّة عذبة، و قد ذكرته الشعراء في أشعارها، قال السموأل:
فبالأبلق الفرد بيتي
به
و بيت النضير سوى الأبلق
و قال السموأل يذكر بناء
جدّه الحصن:
بنى لي عاديا حصنا
حصينا
و ماء كلما شئت استقيت
و كانت العرب تنزل به،
فيضيفها، و تمتار من حصنه، و تقيم هناك سوقا.
/ و
به يضرب المثل في الوفاء لإسلامه ابنه حتى قتل، و لم يخن أمانته في أدراع أودعها.
امرؤ القيس يفد عليه
و كان السبب في ذلك- فيما
ذكر لنا محمد بن السائب الكلبي- أن امرأ القيس بن حجر لمّا سار إلى الشام يريد/
قيصر نزل على السموأل بن عاديا يحصنه الأبلق بعد إيقاعه ببني كنانة على أنهم بنو
أسد و كراهة أصحابه لفعله، و تفرقهم عنه، حتى بقي وحده، و احتاج إلى الهرب، فطلبه
المنذر بن ماء السماء، و وجه في طلبه جيوشا من إياد و بهراء و تنوخ و جيشا من
الأساورة أمده بهم أنو شروان، و خذلته حمير، و تفرقوا عنه: فلجأ [2] إلى السموأل و
معه أدراع كانت لأبيه خمسة: الفضفاضة، و الضافية، و المحصنة و الخريق، و أم
الذيول، و كانت الملوك من بني آكل
[1]
في هد «عاديا بن حيا»، و في هج «عاديا بن حبيا».
[2]
فلجأ ... الخ: تكرار لجملة «نزل على السموأل» التي تقدمت، و ذلك لطول
الفصل..