responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 37

رأسه مرّة، و منكبيه أخرى، و يشير بكمّه، و يقف عند كل بيت، و يقول: أحسنت و اللّه، ثم يقبل على المستمعين، فيقول: ما لكم لا تقولون أحسنت؟ هذا و اللّه ما لا يحسن أحد أن يقول مثله: فضجر المتوكل من ذلك و أقبل عليّ، و قال: أ ما تسمع يا صيمريّ ما يقول؟ فقلت: بلى يا سيّدي، فمرني فيه بما أحببت، فقال: بحياتي أهجه على هذا الرّويّ الذي أنشدنيه، فقلت: تأمر ابن حمدون أن يكتب ما أقول، فدعا بداوة و قرطاس، و حضرني على البديهة أن قلت:

أدخلت رأسك في الرّحم‌

و علمت أنّك تنهزم‌

يا بحتريّ حذار ويحك‌

من قضاقضة ضغم [1]

فلقد أسلت بواديي

ك [2] من الهجا سيل العرم‌

فبأيّ عرض تعتصم‌

و بهتكه جفّ القلم؟

و اللّه حلفة صادق‌

و بقبر أحمد و الحرم‌

و بحقّ جعفر الإما

م ابن الإمام المعتصم‌

لأصيّرنّك شهرة

بين المسيل إلى العلم‌

/ حيّ الطّلول [3] بذي سلم‌

حيث الأراكة و الخيم‌

يا بن الثّقيلة و الثق

يل على قلوب ذوي النّعم‌

/ و على الصغير مع الكب

ير من الموالي و الحشم‌

في أي سلح ترتطم‌

و بأيّ كفّ تلتقم؟

يا بن المباحة للورى‌

أ من العفاف أم التّهم [4]

إذ رحل أختك للعجم‌

و فراش أمّك في الظّلم‌

و بباب دارك حانة

في بيته يؤتى الحكم‌

قال: فغضب، و خرج يعدو، و جعلت أصيح به:

أدخلت رأسك في الرّحم‌

و علمت أنّك تنهزم‌

و المتوكل يضحك، و يصفّق حتى غاب عن عينه.

هكذا حدثني جحظة عن أبي العنبس.

و وجدت هذه الحكاية بعينها بخط الشاهيني حكاية عن أبي العنبس، فرأيتها قريبة اللفظ، موافقة المعنى لما ذكره جحظة، و الذي يتعارفه الناس أن أبا العنبس قال هذه الأبيات ارتجالا، و كان واقفا خلف البحتريّ، فلما ابتدأ و أنشد قصيدته:


[1] القضاقض: الأسد، و جمعه قضاقضة، و ضغمه: عضه بمل‌ء فيه، فهو ضاغم، و جمعه ضغم.

[2] ب، مم «بوالديك» و المثبت من ف.

[3] ب، س «حيث الطلول».

[4] ب «أ من العقاب أم الفهم» و المثبت من مم، ف، و المستفهم عنه ما ورد في البيتين التاليين.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست