رأسه مرّة، و منكبيه أخرى،
و يشير بكمّه، و يقف عند كل بيت، و يقول: أحسنت و اللّه، ثم يقبل على المستمعين،
فيقول: ما لكم لا تقولون أحسنت؟ هذا و اللّه ما لا يحسن أحد أن يقول مثله: فضجر
المتوكل من ذلك و أقبل عليّ، و قال: أ ما تسمع يا صيمريّ ما يقول؟ فقلت: بلى يا
سيّدي، فمرني فيه بما أحببت، فقال: بحياتي أهجه على هذا الرّويّ الذي أنشدنيه،
فقلت: تأمر ابن حمدون أن يكتب ما أقول، فدعا بداوة و قرطاس، و حضرني على البديهة
أن قلت:
و وجدت هذه الحكاية بعينها
بخط الشاهيني حكاية عن أبي العنبس، فرأيتها قريبة اللفظ، موافقة المعنى لما ذكره
جحظة، و الذي يتعارفه الناس أن أبا العنبس قال هذه الأبيات ارتجالا، و كان واقفا
خلف البحتريّ، فلما ابتدأ و أنشد قصيدته:
[1]
القضاقض: الأسد، و جمعه قضاقضة، و
ضغمه: عضه بملء فيه، فهو ضاغم، و جمعه ضغم.