responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 247

يغضي حياء و يغضي من مهابته‌

فما يكلّم إلا حين يبتسم‌

بكفّه خيزران ريحها عبق‌

من كفّ أروع في عرنينه شمم [1]

يكاد يمسكه عرفان راحته‌

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم [2]

اللّه شرّفه قدما و عظّمه‌

جرى بذاك له في لوحه القلم‌

/ أيّ الخلائق ليست في رقابهم‌

لأوّليّة هذا أوله نعم؟ [3]

من يشكر اللّه يشكر أوّليّة ذا

فالدّين من بيت هذا ناله الأمم‌

ينمي إلى ذروة الدين التي قصرت‌

عنها الأكفّ و عن إدراكها القدم‌

من جدّه دان فضل الأنبياء له‌

و فضل أمّته دانت له الأمم‌

مشتقّة من رسول اللّه نبعته‌

طابت مغارسه و الخيم و الشّيم [4]

ينشقّ ثوب الدجى عن نور غرّته‌

كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم‌

من معشر حبّهم دين، و بغضهم‌

كفر و قربهم منجى و معتصم‌

مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم‌

في كلّ بدء و مختوم به الكلم‌

إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمتهم‌

أو قيل من خير أهل الأرض قيل: هم‌

لا يستطيع جواد كنه جودهم‌

و لا يدانيهم قوم و إن كرموا

يستدفع الشّرّ و البلوى بحبّهم‌

و يستربّ به الإحسان و النّعم [5]


[6]

و قد حدثني بهذا الخبر أحمد بن الجعد، قال: حدثنا أحمد بن القاسم البرتيّ، قال: حدثنا إسحاق بن محمد النخعيّ، فذكر أن هشاما حجّ في حياة أبيه، فرأى عليّ بن الحسين رضي اللّه تعالى عنهم يطوف بالبيت و الناس يفرجون له. فقال: من هذا؟ فقال الأبرش الكلبي: ما أعرفه، فقال الفرزدق: و لكني أعرفه، فقال: من هو؟ فقال:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‌

و ذكر الأبيات ... إلخ [6].

/ قال: فغضب هشام فحبسه بين مكة و المدينة فقال:

أ تحبسني بين المدينة و التي‌

إليها قلوب الناس يهوى منيبها [7]

[1] العرنين: الألف.

[2] عرفان: مفعول لأجله، أي يكاد ركن الحطيم يقبض على راحته عند استلامها إياه، لأن الركن يعرف هذه الكف.

[3] نعم اسم ليس، أي، ما في الخلائق مخلوق لا يدين بالنعمة له أو لأوليته: جدوده السابقين، و في نسخة أخرى: أي الخلائق إلا في رقابهم، و عليه تكون «نعم» مبتدأ مؤخرا لقوله «في رقابهم».

[4] النبعة: شجرة صلبة الألياف تتخذ منها القسي، و كنى بها عن الأصل و الأرومة، و الخيم: الأصل و الشرف.

[5] يسترب: يستزاد و ينمى.

(6- 6) تكملة من هد، هج.

[7] كنى بقوله:

« التي ...

إلخ» عن مكة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست