responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 246

مر الفرزدق بماء لبني كليب مجتازا، فأخذوه، و كان جبانا، فقالوا: و اللّه لتلقينّ منا ما تكره، أو لتنكحنّ هذه الأتان، و أتوه بأتان، فقال: ويلكم! اتقوا اللّه، فإنه شي‌ء ما فعلته قط، فقالوا: إنه لا ينجيك و اللّه إلا الفعل قال: أمّا إذا أبيتم فأتوني بالصخرة التي يقوم عليها [1] عطية، فضحكوا، و قالوا: اذهب لأصحبك اللّه.

أسود يستخف به‌

: أخبرنا عبد اللّه بن مالك، عن محمد بن موسى، عن العتبي قال:

دخل الفرزدق على قوم يشربون عند رجل بالبصرة، و في صدر مجلسهم فتى أسود، و على رأسه إكليل؛ فلم يحفل بالفرزدق، و لم يحف به تهاونا، فغضب الفرزدق من ذلك و قال:

جلوسك في صدر الفراش مذلّة

و رأسك في الإكليل إحدى الكبائر

و ما نطفت كأس و لا لذّ طعمها

ضربت على حافاتها بالمشافر [2]

يرثي وكيعا، فينسى مشيعيه الاستغفار له‌

: أخبرني عبد اللّه بن مالك عن محمد بن موسى، عن العتبي قال:

لما مات وكيع بن أبي سود أقبل الفرزدق حين أخرج، و عليه قميص أسود، و قد شقه إلى سرته و هو يقول:

فمات و لم يوتر و ما من قبيلة

من الناس إلا قد أباءت على وتر [3]

و إنّ الذي لاقى وكيعا و ناله‌

تناول صدّيق النبيّ أبا بكر [4]

/ قال: فعلق الناس الشعر، فجعلوا ينشدونه، حتى دفن، و تركوا الاستغفار له.

ميميته المأثورة في علي بن الحسين‌

: أخبرنا عبد اللّه بن علي بن الحسن الهاشمي، عن حيان بن علي العنزي، عن مجالد، عن الشعبي قال:

حج الفرزدق بعد ما كبر، و قد أتت له سبعون سنة، و كان هشام بن عبد الملك قد حج في ذلك العام فرأى عليّ بن الحسين في غمار الناس في الطواف، فقال: من هذا الشاب الذي تبرق أسرة وجهه كأنه مرآة صينية تتراءى فيها عذارى الحي وجوهها؟ فقالوا: هذا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فقال الفرزدق:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‌

و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم‌

/ هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم‌

هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم‌

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله‌

بجدّه أنبياء اللّه قد ختموا [5]

و ليس قولك: من هذا بضائره‌

العرب تعرف من أنكرت و العجم‌

إذا رأته قريش قال قائلها:

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‌


[1] يريد عطية أبا جرير، و معروف أنه كان يلقب جريرا بابن المراغة.

[2] نطفت الكأس: قطرت، و المصراع الثاني صفة لكأس مع الفصل بين الصفة و الموصوف.

[3] في ب «أباءت» و في نسخة أخرى «أثابت» و كلاهما بمعنى «رجع» المتعدي كأنه يريد رجعت نفسها إلى الأخذ بالثأر.

[4] ظاهر البيتين يفيد أن وكيعا مات قتيلا، و أنه كان ذا صلة بالخليفة أبي بكر.

[5] نون «فاطمة» للضرورة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست