responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 173

فقال له معاوية: أراك قد أقررت [1] بقتل صاحبهم، ثم قال لعبد الرحمن: هل لزيادة ولد؟ قال: نعم، المسور، و هو غلام صغير لم يبلغ، و أنا عمه و وليّ دم أبيه، فقال: إنك لا تؤمن على أخذ الدية أو قتل الرجل بغير حق، و المسور أحق بدم أبيه فردّه إلى المدينة فحبس ثلاث سنين حتى بلغ المسور.

بينه و بين جميل بن معمر

: أخبرني الحرميّ بن العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: نسخت من كتاب عامر بن صالح قال:

دخل جميل بن معمر العذريّ على هدبة بن خشرم السّجن و هو محبوس بدم زيادة بن زيد، و أهدى له بردين من ثياب كساه إياها سعيد بن العاص، و جاءه بنفقة، فلما دخل إليه عرض ذلك عليه، و سأله أن يقبله منه، فقال له هدبة: أ أنت يا بن معمر الذي تقول:

بني عامر أنّى انتجعتم و كنتم‌

إذا عدّد الأقوام كالخصية الفرد؟

أما و اللّه لئن خلّص اللّه لي ساقي لأمدنّ لك مضمارك [2]، خذ برديك و نفقتك، فخرج جميل، فلما بلغ باب السجن خارجا قال: اللهم أغن [3] عنّي أجدع بني عامر، قال: و كانت بنو عامر قد قلّت، فحالفت لإياد.

من شعر أمه فيه‌

: قال أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائني:

فقالت أم هدبة فيه لما شخص إلى المدينة فحبس بها:

أيا إخوتي أهل المدينة أكرموا

أسيركم إن الأسير كريم‌

فربّ كريم قد قراه و ضافه‌

و ربّ أمور كلّهن عظيم‌

عصى جلّها يوما عليه فراضه‌

من القوم عيّاف أشمّ حليم [4]

يتوسطون له فترفض وساطتهم‌

: فأرسل هدبة العشيرة [5] إلى عبد الرحمن في أول سنة فكلموه، فاستمع منهم ثم قال:

/

أبعد الذي بالنّعف نعف كويكب‌

رهينة رمس ذي تراب و جندل [6]

أذكّر بالبقيا على من أصابني‌

و بقياي أني جاهد غير مؤتلي‌

فرجعوا إلى هدبة بالأبيات فقال: لم يؤيسني بعد، فلما كانت السنة الثالثة بلغ المسور، فأرسل هدبة إلى عبد الرحمن من كلّمه فأنصت حتى فرغوا، ثم قام عنه مغضبا و أنشأ يقول:


[1] الإقرار يتضمنه البيت: رمينا فرمينا ... إلخ.

[2] لأمدن لك مضمارك «لأوسعن الميدان الذي ألاقيك فيه، و ربما كانت لأعدن لك مضمارك» و على كل فهي تهديد.

[3] أغنه عني: اكفني شره، و يعني بأجدع بني عامر هدبة نفسه.

[4] عصى جلها ... إلخ، خبر أمور في البيت السابق، و الهاء من راضه يعود على جل، و المراد «بعياف أشم حليم» هدبة نفسه.

[5] يريد عشيرته من بني عامر.

[6] تقدم هذا البيت و ما قبله، و هما رفض لطلب العشيرة و إباء لعرض الدية.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست