responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 141

/

عدونا عدوة لا شكّ فيها

و خلناهم ذؤيبة أو حبيبا [1]

فنغري الثائرين بهم و قلنا

شفاء النفس أن بعثوا الحروبا [2]

منعنا من عديّ بني حنيف‌

صحاب مضرّس و ابنى شعوبا [3]

فأثنوا يا بني شجع علينا

و حقّ ابنى شعوب أن يثيبا

وسائل سبرة الشّجعيّ عنا

غداة نخالهم نجوا جنيبا [4]

بأنّ السّابق القرديّ ألقى‌

عليه الثوب إذ ولّى دبيبا [5]

و لو لا ذاك أرهقه صهيب‌

حسام الحدّ مطرورا خشيبا [6]

يزهد زهد الهنود

: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا الرياشي: قال: حدثنا الأصمعيّ قال: أقفر أبو خراش الهذليّ من الزّاد أياما، ثم مرّ بامرأة من هذيل جزلة شريفة، فأمرت له بشاة فذبحت و شويت، فلما وجد بطنه ريح الطعام قرقر [7]، فضرب بيده على بطنه و قال: إنك لتقرقر لرائحة الطعام، و اللّه لأطعمت منه شيئا ثم قال: يا ربّة البيت، هل عندك شي‌ء من صبر أو مرّ؟ قالت: تصنع به ما ذا؟ قال: أريده، فأتته منه بشي‌ء فاقتمحه، ثم أهوى إلى بعيره فركبه، فناشدته المرأة فأبى، فقالت له: يا هذا، هل رأيت بأسا أو أنكرت شيئا؟ قال: لا و اللّه، ثم مضى و أنشأ يقول:

/

و إني لأثوي الجوع حتى يملّني‌

فأحيا و لم تدنس ثيابي و لا جرمي [8]

و أصطبح الماء القراح فأكتفي‌

إذا الزاد أضحى للمزلّج ذا طعم [9]

أردّ شجاع البطن قد تعلمينه‌

و أوثر غيري من عيالك بالطّعم [10]

مخافة أن أحيا برغم و ذلّة

فللموت خير من حياة على رغم‌

يفتدي أخاه عروة فيلطمه‌

: و أخبرني عمّي عن هارون بن محمد الزيات، عن أحمد بن الحارث، عن المدائني بنحو مما رواه الأصمعيّ.


[1] خلناهم: خلنا من أغرنا عليهم، ذؤيبة و حبيب: قبيلتان.

[2] نغري الثائرين بهم: نسلطهم عليهم و نمكنهم منهم.

[3] عدي بني حنيف: جماعة العادين منهم، و مضرس: اسم رجل من بني ليث المعدو عليهم، و شعوب: اسم رجل، و لكنه منع الصرف، لأنه في الأصل علم على المنية.

[4] ضمير نخالهم يعود على المأسورين، النجو: ما أهمل من قطع الخشب، أو ما خرج من البطن، و الخبيث: المبعد المنحى: يقول.

سائل الشجعي عنا غداة أسرنا قومه، و ظنناهم ممن لا وزن لهم.

[5] لعل المراد بإلقاء الثوب عليه التعرف عليه، و أنه من ليث بن بكر، لا من ذؤيبة أو حبيب.

[6] حسام الحد: سيفا قاطع الحد، مطرورا: مسنونا، خشيبا: مسلولا، أي لو لا التعرف عليه لفتك به صهيب.

[7] قرقر بطنه: أحدث من الجوع صوتا يشبه القرقرة.

[8] أثوي الجوع- من أثوى-: أسكنه بطني، و الجرم: الجسد.

[9] الماء القراح: الخالص، و اصطبحه: شربه صباحا، المزلج: الرجل الذي لا قوة له على احتمال المكروه. يقول: أكتفي بالماء القراح إذا حمل الجشع الرجل الدني‌ء على الزاد اللذيذ الطعم.

[10] الشجاع: الثعبان: شبه أمعاءه بالثعابين لما ترمى إليه من المهالك، و الطعم: الطعام، و الخطاب المرأة التي استضافته.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 21  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست