: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا الرياشي:
قال: حدثنا الأصمعيّ قال: أقفر أبو خراش الهذليّ من الزّاد أياما، ثم مرّ بامرأة
من هذيل جزلة شريفة، فأمرت له بشاة فذبحت و شويت، فلما وجد بطنه ريح الطعام قرقر
[7]، فضرب بيده على بطنه و قال: إنك لتقرقر لرائحة الطعام، و اللّه لأطعمت منه
شيئا ثم قال: يا ربّة البيت، هل عندك شيء من صبر أو مرّ؟ قالت: تصنع به ما ذا؟
قال: أريده، فأتته منه بشيء فاقتمحه، ثم أهوى إلى بعيره فركبه، فناشدته المرأة
فأبى، فقالت له: يا هذا، هل رأيت بأسا أو أنكرت شيئا؟ قال: لا و اللّه، ثم مضى و
أنشأ يقول:
[8]
أثوي الجوع- من أثوى-: أسكنه بطني، و
الجرم: الجسد.
[9]
الماء القراح: الخالص، و اصطبحه: شربه
صباحا، المزلج: الرجل الذي لا قوة له على احتمال المكروه. يقول: أكتفي بالماء
القراح إذا حمل الجشع الرجل الدنيء على الزاد اللذيذ الطعم.
[10]
الشجاع: الثعبان: شبه أمعاءه
بالثعابين لما ترمى إليه من المهالك، و الطعم: الطعام، و الخطاب المرأة التي
استضافته.