فأخبرني عبد اللّه بن محمد
الرازيّ قال: حدثنا أحمد بن الحارث قال:
حدثنا المدائنيّ- أن أبا
نخيلة أظهر هذه القصيدة التي رواها الخدم و الخاصة، و تناشدتها العامة، فبلغت
المنصور فدعا به، و عيسى بن موسى عنده جالس عن يمينه، فأنشده إياها، و أنصت له حتى
سمعها إلى آخرها. قال أبو نخيلة: فجعلت أرى فيه السرور، ثم قال لعيسى بن موسى: و
لئن كان هذا عن رأيك لقد سررت عمك [1]، و بلغت من مرضاته أقصى ما يبلغه الولد
البار السارّ. فقال عيسى: لقد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين. قال: أبو نخيلة:
فلما خرجت لحقني عقال بن شبة فقال: أمّا أنت فقد سررت أمير المؤمنين، و لئن تم
الأمر فلعمري لتصبينّ خيرا، و لئن لم يتم فابتغ نفقا في الأرض، أو سلّما في
السماء. فقلت له:
لما/ أراد المنصور أن يعقد
للمهديّ أحبّ أن تقول الشعراء في ذلك، فحدّثني عبد الجبار بن عبيد اللّه الحمانيّ
قال:
حدّثني أبو نخيلة قال:
قدمت على أبي جعفر، فأقمت ببابه شهرا لا أصل إليه، فقال لي عبد اللّه بن الربيع
الحارثي: يا أبا نخيلة، إن أمير المؤمنين يريد أن يقدّم المهديّ بين يديّ عيسى بن
موسى، فلو قلت شيئا على ما يريد. فقلت:
[1]
كذا في ف. و في ب، س «لئن كان هذا عن رأيك
فلقد».
[2]
مثل معناه: قد وجب الأمر و نشب، فجزع
الضعيف من القوم. و أصله أن رجلا انتهى إلى بئر و علق رشاء برشائها، ثم صار إلى
صاحب البئر فادعى جواره. فقال له: و ما سبب ذلك؟ فقال: علقت رشائي برشائك، فأبى
صاحب البئر و أمره بالرحيل. فقال:
علقت معالقها إلخ. و
الضمير في علقت للدلو أو الأرشية و المعالق جمع معلق، و هو موضع العلوق. صر: صوت.
و الجندب: