و بهذا الإسناد عن أبي
عبيدة أن أبا نخيلة قدم على أبان بن الوليد فامتدحه، فكساه و وهب له جارية جميلة،
فخرج يوما من عنده، فلقى رجل من قومه، فقيل له: كيف وجدت أبان بن الوليد يا أبا
نخيلة؟ فقال:
أكثر و اللّه أبان
ميري
و من أبان الخير كلّ خيري
ثوب لجلدي و حر
لأيري
نسخت من كتاب اليوسفيّ.
يصاب بتخمة:
حدّثني خالد بن حميد عن
أبي عمرو الشيبانيّ قال:
/ أقحمت
السنة أبا نخيلة فأتى القعقاع بن ضرار- و هو يومئذ على شرطة الكوفة- فمدحه، و
أنزله/ القعقاع بن ضرار و ابنيه و عبديه و ركابهم في دار، و أقام لهم الأنزال، و
لركابهم العلوفة.
و كان طباخ القعقاع يجيئهم
في كلّ يوم بأربع قصاع، فيها ألوان مطبوخة من لحوم الغنم، و يأتيهم بتمر و زبد،
فقال له يوما القعقاع: كيف منزلك أبا نخيلة؟ فقال:
قال: و كان أبو نخيلة يكثر
الأكل فأصابته تخمة، فدخل على القعقاع فسأله: كيف أصبحت أبا نخيلة؟ فقال:
أصبحت و اللّه بشما أمرت
خبازك فأتاني بهذا الرّقاق الّذي كأنه الثياب المبلولة، قد غمسه في الشحم غمسا، و
أتبعه بزبد [6]، كرأس النعجة الخرسية [7]، و تمر كأنه عنز رابضة. إذا أخذت التمرة
من موضعها تبعها من الرّبّ كالسلوك الممدودة، فأمعنت في ذلك، و أعجبني حتى بشمت،
فهل من أقداح جياد؟ و بين يدي القعقاع حجّام واقف و سفرة [8] موضوعة فيها المواسي،
فإذا أتي بشرّاب النبيذ حلق رءوسهم و لحاهم. فقال له القعقاع: أ تطلب مني النّبيذ
و أنت ترى ما أصنع بشرّابه؟ عليك بالعسل و الماء البارد، فوثب ثم قال: