responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 472

يجعل لعبد الملك بن مويلك إتاوة ليجيره:

قال أبو عبيدة و حدّثني المنتجع بن نبهان قال: كان السّليك يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعميّ إتاوة من غنائمه على أن يجيره فيتجاوز بلاد خثعم إلى من وراءهم من أهل/ اليمن، فيغير عليهم. فمرّ قافلا من غزوة فإذا بيت من خثعم أهله خلوف [1] و فيه امرأة شابة بضّة، فسألها عن الحي فأخبرته، فتسنمها، أي علاها، ثم جلس حجرة [2]، ثم التقم المحجّة، [3] فبادرت إلى الماء فأخبرت القوم، فركب أنس [4] بن مدرك الخثعمي في طلبه فلحقه، فقتله. فقال عبد الملك: و اللّه لأقتلنّ قاتله أو ليدينه، فقال أنس: و اللّه لا أدبه و لا كرامة، و لو طلب في ديته عقالا لما أعطيته. و قال في ذلك:

إني و قتلي سليكا ثم أعقله‌

كالثور يخضرب لما عافت البقر

غضبت للمرء إذ نيكت حليلته‌

و إذ يشد على وجعائها [5] الثّفر [6]

إني لتارك هامات بمجزرة

لا يزدهيني [7] سواد الليل و القمر

أغشى الحروب و سربالي مضاعفة

نغشى البنان و سيفي صارم ذكر

الغناء بشعره أفسد مجلس لهو:

أخبرني ابن أبي الأزهر عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن فليح بن أبي العوراء قال:

كان لي صديق بمكة، و كنا لا نفترق و لا يكتم أحد صاحبه سرّا، فقال لي ذات يوم: يا فليح، إني أهوى ابنة عم لي و لم أقدر عليها قط، و قد زارتني اليوم فأحبّ أن تسرّني بنفسك، فإني لا أحتشمك. فقلت: أفعل، و صرت إليهما، و أحضر/ الطعام فأكلنا، و وضع النبيذ فشربنا أقداحنا، فسألني أن أغنيهما، فكأن اللّه- عزّ و جل- أنساني الغناء كلّه إلّا هذا الصوت:

من الخفرات لم تفصح أباها

و لم تلحق [8] بإخوتها شنارا

فلما سمعته الجارية قالت أحسنت يا أخي، أعد، فأعدته. فوثبت و قالت: أنا إلى اللّه تائبة، و اللّه ما كنت لأفضح أبي و لا لأرفع لإخوتي شنارا. فجهد الفتى في رجوعها فأبت و خرجت، فقال لي: ويحك ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: و اللّه ما هو شي‌ء اعتمدته، و لكنه ألقي على لساني لأمر أريد بك و بها. هكذا في الخبر المذكور.

و قد رواه غير من ذكرته عن فليح بن أبي العوراء، فأخبرني اليزيديّ عن عمه عبيد اللّه قال: كان إبراهيم بن سعدان يؤدب ولد عليّ بن هشام، و كان يغنّي بالعود تأدبا و لعبا، قال: فوجّه إليّ يوما عليّ بن هشام يدعوني،


[1] خلوف: ذهبوا من الحي.

[2] زيادة في ف: و معناها: جلس ناحية.

[3] التقم المحجّة: استقبلها، و راح يطويها كأنه يلتقمها.

[4] كذا في ا، ف. م. و في ب، س «أسد».

[5] الوجعاء: الدبر.

[6] الثفر: السير في مؤخر السراج، و كني بذلك عن اعتلائه إياها.

[7] لا يزدهيني: لا يستخفني.

[8] ف، هد «و لم ترقع».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست