هو السّليك بن عمرو، و
قيل: بن عمير بن يثربيّ. أحد بني مقاعس، و هو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد
مناة بن تميم. و السّلكة: أمّة، و هي أمة سوداء.
من صعاليك العرب
العدائين:
و هو أحد صعاليك العرب
العدّائين الذين كانوا لا يلحقون، و لا تعلق بهم الخيل إذا عدوا. و هم: السّليك بن
السّلكة، و الشّنفري، و تأبط شرا، و عمرو بن برّاق، و نفيل بن براقة. و أخبارهم
تذكر على تواليها هاهنا إن شاء اللّه تعالى في أشعار لهم يغنّى فيها؛ لتتصل
أحاديثهم.
فأمّا السّليك [1] فأخبرني
بخبره الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي، قال: و قرئ لي خبره و شعره
على محمد بن الحسن الأحول عن الأثرم عن أبي عبيدة. أخبرني ببعضه اليزيديّ عن عمه
عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضّل، و قد جمعت رواياتهم، فإذا اختلفت نسبت كل
مرويّ إلى راويه.
يستودع بيض النعام ماء
في الشتاء ليشربه في الصيف:
قال أبو عبيدة: حدّثني
المنتجع بن نبهان قال:
كان السّليك بن عمير
السعديّ إذا كان الشتاء استودع ببيض النعام ماء السماء ثم دفنه، فإذا كان الصيف/ و
انقطعت إغارة الخيل و أغار. و كان أدلّ من قطاة- يجيء حتى يقف على البيضة. و كان
لا يغير على مضر، و إنما بغير على اليمن، فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
صفاته:
و قال المفضل في روايته:
و كان السليك من أشد رجال
العرب و أنكرهم و أشعرهم. و كانت العرب تدعوه/ سليك المقانب [2] و كان أدلّ الناس
بالأرض، و أعلمهم بمسالكها، و أشدّهم عدوا على رجليه لا تعلق به الخيل. و كان
يقول: اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت. اللهم إني لو كنت ضعيفا كنت عبدا، و
لو كنت امرأة كنت أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة.
من إنهاء غاراته:
فذكروا أنه أملق حتى لم
يبق له شيء فخرج على رجليه رجاء أن يصيب غرّة من بعض من يمرّ به فيذهب