و قد وجدت هذا الشعر لابن
المولى في جامع شعره من قصيدة له، و أظن ذلك الصحيح، لا ما ذكر محمد بن داود من
أنها لسلمة بن عياش.
يرفد الفرزدق ببيت من
الشعر حين أجبل في قصيدة:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز
الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبة و غيره، قال: قال سلمة بن عياش- و ذكر محمد بن
داود، عن عسل بن ذكوان، عن أبي حاتم، عن الأصمعيّ، عن سلمة بن عياش مولى بني عامر
بن لؤيّ- قال: دخلت على الفرزدق السجن، و هو محبوس، و قد قال قصيدته:
إنّ الّذي سمك السماء
بنى لنا
بيتا دعائمه أعزّ و أطول
/ و قد أفحم و أجبل [2]، فقلت له: أ لا أرفدك [3]؟
فقلت: و هل ذاك عندك؟ فقلت: نعم، ثم قلت:
بيت زرارة محتب
بفنائه
و مجاشع و أب الفوارس نهشل
فاستجاد البيت و غاظه قولي
له، فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من قريش، فقال: كل أير حمار من قريش! فمن أيّها أنت؟
قلت: من بني عامر بن لؤي، قال: لئام و اللّه رضعة [4]، جاورتهم بالمدينة فما
أحمدتهم [5]، فقلت: ألأم و اللّه منهم قومك و أرضع. جاء رسول مالك بن المنذر و أنت
سيدهم و شاعرهم، فأخذ بأذنك يقودك حتى احتبسك فما اعترضه أحد، و لا نصرك، فقال:
قاتلك اللّه ما أكرمك [6]! و أخذ البيت، فأدخله في قصيدته.
يتغزل في بربر المغنية،
فتوهب له:
أخبرنا وكيع، قال: أخبرني
محمد بن سعد الكرّانيّ، قال: حدثنا سهل بن محمد، قال: حدّثني العتبيّ، قال كان
سلمة بن عياش و أبو سفيان بن العلاء عند محمد بن سليمان، و جارية تغنّيهم و تسقيهم
يقال لها: بربر، فقال سلمة:
إلى اللّه أشكو ما
ألاقي من القلى
لأهلي و ما لاقيت من حبّ بربر
على حين ودّعت
الصبابة و الصبا
و فارقت أخداني و شمّرت مئزري
نأى جعفر عنّا و كان
لمثلها
و أنت لنا في النائبات كجعفر
قال: فقال محمد بن سليمان
لسلمة: خذها، هي لك، فاستحيا و ارتدع، و قال:/ لا أريدها فألحّ عليه في أخذها،
فقال: أعتق ما أملك إن أخذتها، فقال له أبو سفيان: يا سخين العين، أعتق ما تملك و
خذها، فهي خير من كلّ ما تملك، فلما مات أبو سفيان رثاه سلمة فقال:
[1]
أتبرص: أتبلغ بالقليل، و التبرض أيضا:
أخذ الشيء قليلا قليلا.