أخبرني عمي قال: حدّثني
الفضل بن محمد اليزيديّ قال: حدثنا أحمد عن عمه إبراهيم قال:
كنت مع المأمون في بلد
الروم، فبينا أنا في ليلة مظلمة شاتية ذات غيم و ريح و إلى جانبي قبة، فبرقت برقة
و إذا في القبّة عريب. قالت: إبراهيم بن اليزيديّ؟ فقلت: لبيك! فقالت: قل في هذا
البرق أبياتا ملاحا لأغنّي فيها، فقلت:
ما ذا بقلبي من أليم
الخفق
إذا رأيت لمعان البرق
من قبل الأردنّ أو
دمشق
لأنّ من أهوى بذاك الأفق
فارقته و هو أعز
الخلق
عليّ و الزّور خلاف الحق
ذاك الّذي يملك مني
رقي
و لست أبغي ما حييت عتقي
قال: فتنفست نفسا ظننته قد
قطع حيازيمها، فقلت: ويحك على من هذا؟ فضحكت ثم قالت: على الوطن.
فقلت: هيهات! ليس هذا كلّه
للوطن، فقالت: ويلك! أ فتراك ظننت أنك/ تستفزني؟ و اللّه لقد نظرت نظرة مريبة في
مجلس، فادعاها أكثر من ثلاثين رئيسا، و اللّه ما علم أحد منهم لمن كانت إلى هذا
اليوم [1].
يقيم أياما بسيحان مع
صديق، و يقول هناك شعرا:
أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدّثني الفضل بن محمد اليزيديّ قال: حدّثني أخي عن عمي إبراهيم بن أبي محمد:
أنه كان مع المعتصم لما
خرج إلى الغزو، قال فكتب في رفقه [2] فيها فتى من أهل البصرة، ظريف أديب شاعر
راوية، فكان لي فيه أنس، و كنا لا تفترق حتى غزونا/ و عدنا، فعاد إلى البصرة، و
كان له بستان حسن بسيحان، فكان أكثر مقامه به، و عزم لي على الشخوص إلى البصرة
لحاجة عرضت لي، فكان أكثر نشاطي لها من أجله، فوردتها، و نظرت فيما وردت له، ثم
سألت عنه، و مضيت إليه، فكاد أن يستطار بي فرحا، و أقمت بسيحان معه أياما، و قلت
في بعضها و قد اصطبحنا في بستانه: