كان عيسى بن عمر أعلم
الناس بالغريب، فأتاني قتيبة الخراسانيّ هذا، فقال لي: أفدني شيئا من الغريب أعايي
[3] به عيسى بن عمر، فقلت له: أجود المساويك عند العرب الأراك، و أجود الأراك
عندهم ما كان متمئرّا [4] عجارما [5] جيدا، و قد قال الشاعر:
إذا استكت يوما
بالأراك فلا يكن
سواكك إلّا المتمئرّ العجارما
يعني الأير. قال: فكتب
قتيبة ما قلت له، و كتب البيت، ثم أتى عيسى بن عمر في مجلسه، قال: يا أبا عمر، ما
أجود المساويك عند العرب؟ فقال: الأراك، يرحمك اللّه. فقال له قتيبة: أ فلا أهدي
إليك منه شيئا متمئرا عجارما؟ فقال:
أهده إلى نفسك. و غضب، و
ضحك كل من كان في مجلسه،/ و بقي قتيبة متحيرا، فعلم عيسى أنه قد وقع عليه بلاء،
فقال له: ويلك! من فضحك و سخر منك بهذه المسألة؟ و من أهلكك و دمّر عليك؟ قال: أبو
محمد اليزيديّ، فضحك عيسى حتى فحص برجله، و قال: هذه و اللّه من مزحاته و بلاياه.
أراه عنك منحرفا، فقد فضحك. فقال قتيبة: لا أعاود مسألته عن شيء.