يدعوه حذيفة مولى جعفر
بن سليمان إلى مجلس فيقول في ذلك شعرا:
حدّثني جعفر بن قدامة قال:
حدّثنا حماد بن إسحاق قال: حدّثني أبي قال:
كانت لأبي حذيفة مولى جعفر
بن سليمان جارية مغنّية يقال لها: بستان، فبلغه أن أبا عيينة بن محمد بن عيينة ذكر
لبعض إخوانه محبته لها و لاستماع غنائها فدعاه، و سأله أن يطرح الحشمة بينه و
بينه، فأجابه إلى ذلك، و قال لما سكر و انصرف من عنده في ذلك:
أ لم ترني على كسلي و
فتري
أجبت أبا حذيفة إذ دعاني
و كنت إذا دعيت إلى
سماع
أجبت و لم يكن منّي تواني
كأنّا من بشاشتنا
ظللنا
بيوم ليس من هذا الزمان
يهجو عيسى بن موسى لأنه
لم يعطه سمادا لضيعته:
/ أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا محمد بن القاسم بن
مهرويه قال: حدّثني محمد بن عثمان قال:
/ كانت
لعيسى بن موسى ضيعة إلى جانب ضيعة ابن أبي عيينة بالبصرة، و كان له إلى جانب ضيعته
سماد كثير، فسأله أن يعطيه بعضه ليعمر ابن أبي عيينة به ضيعته، فلم يفعل فقال فيه:
رأيت الناس همّهم
المعالي
و عيسى همّه جمع السّماد
و رزق العالمين بكف
ربّي
و عيسى رزقه في است العباد
هكذا ذكره ابن مهرويه، و
هذا بيت فاسد، و إنما هو:
إذا رزق العباد فإنّ
عيسى
له رزق من استاه العباد
أخباره مع ابن عمه خالد
و سبب هجائه إياه:
و لابن أبي عيينة مع ابن
عمه خالد أخبار جمة أذكرها هاهنا و السبب الّذي حمله على هجائه:
أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش ببعضها، عن محمد بن يزيد المبرّد، و ببعضها عن أحمد بن يزيد المهلّبيّ عن
أبيه، و قد جمعت روايتهما [1] فيما اتفقا عليه، و نسبت كلّ ما انفرد به أحدهما أو
خالف فيه إليه، و ذكرت في فصول ذلك و خلاله ما لم يأتيا به مما كتبته عن الرواة،
قالا جميعا:
ولي خالد بن زيد بن حاتم
بن قبيصة بن المهلّب جرحان، فسأل يزيد بن حاتم أبا عيينة أن يصحبه و يخرج معه، و
وعده الإحسان و الولاية، و أوسع له المواعيد. و كان أبو عيينة جنديّا، فجرد اسمه
في جريدته، و أخرج رزقه معه، فلما حصل لجرجان أعطاه رزقه لشهر واحد، و اقتصر على
ذلك، و تشاغل عنه و جفاه، فبلغه أنه قد هجاه و طعن عليه، و بسط لسانه فيه، و ذكره
بكل قبيح عند أهل عمله و وجوه رعيّته،/ فلم يقدر على معاقبته، لموضع أبيه و سنّه و
محلّه في أهله، فدعا به، و قال له: إنه قد بلغني أنك تريد أن تهرب فإما أن أقمت لي
كفيلا برزقك أو رددته، فأتاه بكفيل فأعنته، و لم يقبله، و لم يزل يردّده حتى ضجر،
فجاءه بما قبض من الرزق فأخذه.
من هجائه لابن عمّه:
و لجّ أبو عيينة في هجائه
و أكثر فيه حتى فضحه، فقال في هذا عن أحمد بن يزيد المهلّبيّ: