responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 264

أبو صفرة يختن و هو شيخ أشمط:

قال: و قدم الحكم بن أبي العاصي الثّقفيّ أخو عثمان بأعلاج من شهرك [1] في خلافة عمر قد أسلموا، فأمر عمر عثمان بن أبي العاصي أن يختنهم، و قد كان أبو صفرة حاضرا فقال: ما لهؤلاء يطهّرون ليصلوا! قال: إنّهم يختنون.

قال: إنا و اللّه هكذا مثلهم، قال: فسمع ذلك عثمان بن أبي العاصي، فأمر بأبي صفرة فأجلس على جفنة فختن و إنّه لشيخ أشمط فكان بها من قال: لسنا نشك في أنّ زوجته كذلك، فأخضرت و هي عجوز أدماء، فأمر بها القابلة فنظرت إليها و كشفتها، و إذا هي غير مختونة، و ذلك منها قد أحشف [2]، فأمر بها فخفضت.

و قال في ذلك زياد الأعجم، و قد غضب على المهلّب:

نحن قطعنا من أبي صفرة

قلفته كي يدخل البصرة

/ لما رأى عثمان غرموله‌

أتنّ [3] على قلفته الشّفره‌

من عمل كتاب المثالب:

و ليس هذا من الأقوال المعوّل [4] عليها، لأن أصل المثالب زياد لعنه اللّه، فإنه لمّا ادّعى إلى أبي سفيان، و علم أن العرب لا تقرّ له بذلك مع علمها بنسبه و مع سوء آثاره [5] فيهم، عمل كتاب المثالب، فألصق بالعرب كلّها كلّ عيب و عار، و حقّ و باطل، ثم بني على الهيثم بن عديّ- و كان دعيّا- فأراد أن يعرّ [6] أهل البيوتات تشفّيا منهم، و فعل ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنّى، و كان أصله يهوديا، أسلم جدّه على يدي بعض آل أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، فانتمى إلى ولاء بني تيم فجدّد كتاب زياد و زاد فيه، ثم نشأ غيلان الشّعوبيّ لعنه اللّه، و كان زنديقا ثنويّا لا يشكّ فيه، عرف في حياته بعض مذهبه، و كان يورّي عنه في عوراته للإسلام بالتّشعّب و العصبية، ثم انكشف أمره بعد وفاته، فأبدع كتابا عمله لطاهر بن الحسين، و كان شديد التّشعّب و العصبيّة، خارجا عن الإسلام بأفاعيله، فبدأ فيه بمثالب بني هاشم و ذكر مناكحهم [7] و أمهاتهم و صنائعهم، و بدأ منهم بالطّيّب الطاهر، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فغمصه [8] و ذكره، ثم والي بين أهل بيته الأذكياء النجباء عليهم السّلام، ثم ببطون قريش على الولاء، ثم بسائر العرب، فألصق بهم كلّ كذب و زور، و وضع عليهم كل خبر باطل، و أعطاه على ذلك مائتي ألف درهم فيما بلغني.

/ و إنما جرّ هذا القول، ذكر المهلب و ما قيل فيه، و أنّي ذكرته فلم أجد بدّا من ذكر ما روي فيه؛ و فيما مرّ عن أهل النسب، ثم قلت ما عندي.


[1] لعلها شهر كند الّتي أوردها ياقوت في «معجمه»، و هي مدينة في طرف تركستان قريبة من الجند بينها و بين مدينة خوارزم نحو عشرة أيام أو أقل.

[2] أحشف: تقبض و صار كالشّنّ.

[3] كذا في النسخ، و لا يستقيم معها الوزن، و لعلها تحريف آتي.

[4] ف «المعمول».

[5] مي «و مع سوء آثارها فيهم».

[6] عرّ فلانا: ساءه.

[7] مي «و ذكر مناكحتهم».

[8] غمصه: تهاون بحقه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست